تقارير

أهمية إستراتيجية للجولان… سورياً وإسرائيلياً

مايو 11, 2018
عدد المشاهدات 15544
عدد التعليقات 0
الجولان المحتل – أ ف ب | 
 
تكتسب هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، وشهدت ليل الأربعاء – الخميس، قصفاً متبادلاً بين إسرائيل والقوات الإيرانية في سورية، أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى الجانبين خصوصاً لثروتها الكبيرة من المياه العذبة. وتطل الهضبة على الجليل وعلى بحيرة طبرية على الجانب الإسرائيلي، كما تتحكم بالطريق المؤدية إلى دمشق على الجانب السوري.

احتل الجيش الإسرائيلي الجولان السوري في التاسع من حزيران (يونيو) 1967، ثم جيباً إضافياً في الهضبة مساحته نحو 510 كلم خلال حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، أعادته في 1974 مع جزء صغير من الأراضي التي احتلتها في 1967.

بموجب اتفاق «فض الاشتباك» عام 1974 أقيمت منطقة عازلة منزوعة السلاح يحيط بها من كل جانب قطاع حيث الأسلحة محدودة. ومنذ ذلك الحين تشرف قوة من الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك على احترام الاتفاق.

وفي العام 1981 أعلنت إسرائيل ضم القسم المحتل من الهضبة (نحو 1200 كلم) ويحد لبنان والأردن، لكن المجتمع الدولي لم يعترف مطلقاً بهذا الضم.

وخلال حربي 1967 و1973 اضطر نحو 150 ألف شخص، أي غالبية السكان السوريين في الهضبة إلى مغادرة أراضيهم. ويبقى اليوم حوالى 18 ألف سوري من الدروز تحت الاحتلال ويرفضون جميعهم تقريباً الحصول على الجنسية الإسرائيلية. ومنذ العام 1967 استقر في الهضبة نحو 20 ألف مستوطن موزعين اليوم على 33 مستوطنة غالبيتها زراعية. ووفق السلطات الإسرائيلية في الجولان فإن 21 في المئة من إنتاج إسرائيل من الكرمة يأتي من هذه المنطقة، وكذلك 50 في المئة من إنتاج المياه المعدنية و40 في المئة من لحوم البقر. وتزداد أهمية الجولان بالنسبة إلى إسرائيل التي تعاني نقصاً مزمناً في المياه، وكذلك بالنسبة إلى سورية خصوصاً مع نهر بانياس الذي يغذي نهر الأردن. ونهر الحاصباني الذي ينبع في لبنان ويمر في الجولان قبل أن يصب في نهر الأردن، والأمر سيان بالنسبة إلى نهر دان. وكانت مسألة المياه في أواسط الستينات أحد الأسباب الرئيسة للخلاف الإسرائيلي – السوري الذي أدى إلى حرب حزيران (يونيو) 1967. واتهمت دمشق آنذاك تل أبيب بتحويل منابع نهر الأردن لمصلحتها.

وتعثرت المفاوضات الإسرائيلية – السورية التي انطلقت في التسعينات بسبب مسألة هضبة الجولان التي تطالب سورية باستعادتها كاملة حتى ضفاف بحيرة طبرية خزان المياه الرئيس العذبة لإسرائيل. وتم تعليق آخر مفاوضات سلام بين البلدين، جرت بوساطة تركية عام 2008 عقب هجوم إسرائيلي على قطاع غزة. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية في تشرين الأول (أكتوبر) 2012 عن مفاوضات جديدة عام 2011 أوقفت بسبب بدء النزاع في سورية. توتر الوضع في المنطقة إثر الصراع في سورية، لكن الحوادث ظلت محدودة وانحصرت في إطلاق نار من أسلحة خفيفة أو إطلاق قذائف هاون.

لكن الحوادث الأبرز سجلت في ربيع 2011، حين أطلق الجيش الإسرائيلي النار على لاجئين فلسطينيين سوريين كانوا يحاولون عبور خط فض الاشتباك ما أسفر عن ثلاثين قتيلاً وفق الأمم المتحدة. وشهدت الهضبة منذ ذلك الحين معارك كثيفة بين فصائل معارضة وقوات النظام السوري. لم تسلم قوة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة من المعارك حيث احتجزت «جبهة النصرة» 45 جندياً من وحدة فيجي ثم أفرجت عنهم في 2014. ومطلع 2015 وفي غارة استهدفت حزب الله اللبناني، قتلت إسرائيل عسكريين إيرانيين بينهم جنرال.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى