تقارير

مواقع التواصل العربية: تدهور الحوار وانعدام ثقافة الاختلاف

أبريل 07, 2015
عدد المشاهدات 1575
عدد التعليقات 1
بيروت – في كل أزمة عربية تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب أشد ضراوة من الحروب الميدانية، وتبرز الاختلافات والتناقضات لتظهر انعدام ثقافة الحوار وأخلاقياته وانحدارها إلى مستوى غير لائق.
تفاعل هاشتاغ محور بلاد الفرس أوطاني بطريقة لافته على موقع تويتر بعد إطلاقه تزامنا مع الجدل المتصاعد إثر حرب عاصفة الحزم.

وكشفت غالبية التغريدات التي اشترك فيها كتاب وصحفيون عرب عن تدهور صيغة الحوار الموضوع بين المغردين وانعدام ثقافة الاختلاف بين العرب.

يقول الصحفي إياد أبو شقرا في تغريدة، “الإعلام الموجه لغاية سياسية يجب أن يكون حصيفا ومهذبا لجذب جمهور الخصم. سلاح إيران يخذل مستخدميه بصلفه وحقده وسمه”.

وتفاعل مع التغريدة الكثير من الناشطين، فقالت إحدى التعليقات، “بكل موضوعية وحيادية، والله لم أر ولا سمعت أكذب وأسخف وأظلم وأجرم وأذل من أدوات إيران الإعلامية”، وتابعت “الأزمة كشفت ولاء نسبة ليست بالبسيطة في الوطن العربي لإيران لذلك يجب تحذير الدول منهم ومن الآن”.

ووجه أبو شقرا شكرا حارا لوكالة أنباء فارس على خدمتها العربية، التي تضع المتابع في جو المؤامرة والحرب النفسية التي تشن على كل عربي.

ودخل الموضوع إطار الفتنة الطائفية التي أصبحت سمة مميزة لأماكن الصراع في العالم العربي، وقال أبو شقرا، تكشف تويتر يوما بعد اليوم، مع الأسف، انعدام الإيمان بوحدة المصير بين بعض الشيعة في العالم العربي وغلاة السنة.

ورد المتابعون بتعليقات متباينة، مثل القول أن “العبارة صحيحة إذا حذفنا كلمة ‘غلاة’، لا أعتقد أن هناك إمكانية للتعايش مع الشيعة. المعركة بيننا وبين إيران وعملائها هي معركة كسر عظم”.

وركزت أغلب التغريدات على الهاشتاغ الذي يفتح نافذتين على بعض فئات المجتمع العربي المتعاطفة مع إيران وفئات أخرى رافضة لتدخلها في الشؤون العربية، وهو ما أطلق عليه أحد المغردين، محور بلاد الفرس أوطاني مسمى رائع ولائق .. وترحموا على العروبة مع كل تغريدة..

التغريدات ركزت على فتح نافذتين على بعض فئات المجتمع العربي المتعاطفة مع إيران وفئات أخرى رافضة لتدخلها عربيا
فبادر أحد الناشطين بالرد قائلا “إن المحور محور صفوي نجس، سبحان من حول الشيطان الأكبر إلى ملاك أسمر، هذا لسان حال أبواق وعبيد ومطايا إيران وهو محور شر اتضح فيه زيف مصطلح محور الممانعة”.

وتحدثت أصوات أخرى عن إنجازات #محور_بلاد_الفرس_أوطاني، قائلة إن أهم هذه الإنجازات هي: 1- الوقوف مع احتلال العراق، 2- دعم بشار لقتل شعبه، 3- التحالف مع أميركا في العراق، 4- الاتفاق النووي.

أما الراشدي فأضاف في تغريدة “الفرس لا ينظرون إلى العرب على أنهم من أدخل الإسلام، بل ينظرون إليهم على أنهم غُزاة ويصفوّن حساباتهم معهم مستخدمين الدين نفسه”.

ويوضح “لا شك أن لفارس تاريخا وحضارة والتقليل من شأنها يدل على نقص. ولاشك كذلك أنها أستغلت التشيّع للثأر ممن أسقط إمبراطوريتها”.

وفي تغريدة تهكمية يقول من يسمون أحزابهم بـ”حزب الله وأنصار الله” إنهم مخلصو الأرض من الأشرار والفساد وإن أحببت فإنهم طريقك إلى الديمقراطية.

وقال عبدالله عبدالله: لمكاسب شخصية أو اقتصادية نبيع اﻷرض والسماء والإنسان، نبيع الدين واﻷوطان، متابعا “أحد الممانعين المعروفين ‘مستاء جدا” من ارتفاع مستوى الكذب في الإعلامين القطري والسعودي!”

أما محمد العصيمي فغرد “يعيرنا بعض المحسوبين على #محور_بلاد_الفرس_أوطاني بأننا بدو أهل صحراء. لا يعلمون أنهم يؤكدون شرفنا وعروبتنا في مقابل دنائتهم وفارسيتهم”.

وعلى الجانب الآخر انطلقت الشتائم وأظهرت مواقع التواصل الاجتماعي الآراء التي تحمل الضغينة ولا تقبل الرأي الآخر، تقول أحد الحسابات المعنونة بالمهلب، “العرب المجوس حثالة يمشون على الأرض .. والغريب يرفعون شعار الممانعة والعروبة .. يبيحون لإيران كل الموبقات حتی تملق أميركا. ألكم عين لتحكوا بعد الأمس”.

وعرجت تعليقات أخرى على حلفاء إيران في المنطقة، حماس، وحزب الله، ويقول ناشط، أسعد أبو خليل يقترح تغيير شعار حركة #حماس إلى “معروض دوما للإيجار” فعلا شعار مناسب ولكن لـ #حزب_الله دون سواه.

أصحاب الشعارات الفارغة حشدت جيوشها وتخندقوا في المكان الخطأ، كله بسبب السعودية. “مو متخلين أنفسهم معنا تحت راية واحدة”.

#محور_بلاد_الفرس_أوطاني يطلب من #عاصفة_الحزم المرور على#غزة، لا تستغرب، فالصهاينة يقصفون سيناء والرجل إذا تزوج ثانية تبلغ عنه الأولى كأرهابي”.

أي عروبة تقاتل لأجلها ياعم و”صقر العرب” بشار في حضن الفرس وقادة العراق تحت إباطهم القومجية تخصص إبادة شاملة.

لا بد منشغلون بتهنئة أنفسهم على تفاهم #إيران و#أميركا على أساس انتصار إلهي جديد، وشعار “العز لأميركا، العز لأميركا”.

العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى