كتاب عدن

عدن مدينة كونية !!

مايو 08, 2017
عدد المشاهدات 484
عدد التعليقات 0
محمد علي محسن
عدن لن تكون الا مدينة كونية ، فهذا قدرها وديدنها ومكنونها الأبدي .
فحين اغفل هذه الحقيقة الكثير من مدعي محبة عدن ، كانت حصيلة ولعهم الشديد يماثل شغف فحام بجوهرة يجهل كنهتها وقيمتها .
لا أود الإسهاب بمحاسن عدن ، لكنني اريد هنا الحديث عن مدينة عانى أهلها معاناة الهنود الحمر والأكراد والتتار وسواهم من شعوب الدنيا .

نعم ، عدن عانت الظلم والقهر وآن للمواطن فيها ان يشعر بالأمل والتفاؤل والحياة الكريمة الآمنة .

بصدق اقول لكم ان كلمات المحافظ الدكتور عبد العزيز المفلحي ، يوم امس الاحد ، أعدها تعبيرا صادقا لامس روحي المنهكة المتعبة ، بفعل جائحة الوباء القاتل الذي اخذ يفتك ويهلك وينتشر في ارجاء المكان ، ودونما محاولة جادة ومخلصا لوقفه .
قال المحافظ ان من أولوياته نشر ثقافة السلام والتعايش والمحبة من عدن مع كل اليمنيين بل مع كل الانسانية . 
واضاف بانه لا مكان للعنصرية في المدينة وبوقوفه وبقوة ضدها ، منوها بتأذيه مما يسمعه من مفردات لا يريد سماعها في وجوده .
وشدد الرجل في اول مؤتمر صحافي له على ضرورة تكاتف الجميع من أجل اعادة عدن الى مكانها الريادي ، مؤكدا بوضع يده بيد من يريد بناء ونهضة عدن .
نعم ومثلما قال المفلحي : كلنا عدنيون ومن سكن في عدن وترعرع فيها ويحبها ويسعى لها بالخير فهو عدني ” وهذه اجمل واهم واوجز تعريف لماهية العدنية والعدني .
أتمنى ان لا تكون كلمات المحافظ الجديد ، لمجرد الاستهلاك الوقتي ﺍﻻﻋﻼﻣﻲ .
نعم أتمنى ان تكون نابعة من إيمانه القوي بحتمية الريادة التي لن تكون دون إرادة وعزيمة ورغبة واضحة وصريحة لطي سنون العبث والإهمال والبغض – وايضا – الفساد والإفساد الضاربين أعمدتهما في سلوك وتفكير ممن يفترض بهم دعم جهود الخير والبناء والتطور .
ختاما ، هذه مقتطفات من رواية ” حقل الفؤاد ” قصة جرت أحداثها في حقبة ما قبل الثورة والاستقلال .
” عدن أزقَّةُ ما بين موج البحر وجبالها المطلية بسديم البركان . هنا في ضيق المكان ومخاوف الطبيعة المتربصة ، لا يشعر الإنسان معها بالخشية من ضيق الحيز .
ورغم هذا الأزق للحيز ونظرات التوجس للمدينة ، تجد أهلها الطيبين يفيضون ألفة واتساعاً نحو كل من وطأها وعشقها .
فعدن مثل المحيط باتساعه ورحابته ، ورغم هذه السعة لصدرها تأزف بالكائنات البشرية الغريبة البيئة والأطوار مثلما يأزف المحيط بالكائنات الميتة الجنفة الدخيلة على نقائه وطهارة مائه .
فعدن قيثارة فرح أو حزن وبنان العازف هي من يحدد ما إذا كانت ترنيمة فرح أو حزن .
عدن بلا حدود أو موانع عازلة فضاءاتها مفتوحة، أحياؤها ، بيوتها، بحرها أهلها على فطرة الخالق من البراءة والوداعة والإنفتاح على الآخر .
فهي هوية مفتوحة الإنتساب طواعية ، وعندما يضع الإنسان  لها حدود غير إنسانيتة ومواطنته يتحول فيها لمشروع إنتحار في لحظة زمن .

عدن ليست في بحرها أو جبالها المحترقة ، بل في قلوب ناسها . بدون بائع الخضرة والجريدة وصاحب الشاي وسيارة الأجرة أو المكتبة أو سكان العمارة أو الحي لا تساوي شيئا .
 دونما هذا الرجل الهندي والباكستاني والصومالي والعربي والحضرمي والبدوي واليافعي والجبلي وووو … إلخ ، من الفارين اليها ، هي مدينة مفرغة من الهوية والإنتماء “”.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى