كتاب عدن

فضيحة بجلاجل !!

يناير 03, 2017
عدد المشاهدات 463
عدد التعليقات 0
محمد علي محسن
نقطة أمنية تابعة للمقاومة الجنوبية بحالمين تضبط شاحنة تحمل أسلحة متنوعة بينها صواريخ حرارية مضادة للدروع كانت في طريقها إلى صنعاء .
يقابل هذا النبأ الصاعق ، نفيا للمتحدث باسم وزارة الداخلية وبتواصله شخصيا مع قائد نقطة تابعة للحزام الأمني التي لا صلة البتة لها بعملية الضبط وبتشكيل لجنة تحقيق في الواقعة الأمنية .
ما هذا الذي يحدث ؟ وما هذا التضليل الحاصل ؟ وما هذه الفوضى في تعدد الجهات الأمنية ؟ .
نريد تحقيقا رسميا يكشف لنا حقيقة ما حدث ، فلا نريد المزيد من العبث الكلامي ، فأيا كان الواقف خلف هذه الجريمة يجب أن يحاسب .
فحين يتحدث سائق الشاحنة ” قاطرة ” عن أن حاوية السلاح هي الخامسة في مضمار عملية التهريب من عدن إلى قوات معادية تقتلنا ليل ونهار ، فهذه كارثة تستوجب منا جميعا التعامل معها بمسؤولية وصرامة وحسم ودونما تأخر أو مماطلة أو تأجيل .
لست هنا بمقام من يوجه التهم لأحد ؛ لأن توجيه التهم لفلان أو زعطان ليس من صميم عمل الصحافة ، بل هي مهمة سلطات الأمن والقضاء .
 نعم ، جل ما أود قوله هو أن الفاعل يجب أن يحاسب ويعاقب ، وقبل ذا وذاك ينبغي أن تكون حادثة بهذا الحجم ، فرصة للسلطات الشرعية ، كي تقوم بتطهير أجهزتها، من كل متورط في عملية التهريب لصواريخ حرارية مضادة للدروع وقذائف ار بي جي 7 متنوعة ، وقذائف هاون عيار82  وعيار60 ، وذخائر أخرى متنوع ، وألغام مختلفة  .
أنني أتحدث هنا عن قاطرة تم ضبطها في  مدخل منطقة حبيل الريدة بينما هي في طريقها إلى صنعاء ، وعند تفتيشها عثر أفراد النقطة على تلك الأسلحة والذخيرة .
قال قائد النقطة ” إبراهيم الحالمي ” في منشور تناقلته مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية ، إن أفراد النقطة اقروا تفتيشا دقيقا للشاحنات المتجهة إلى المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة قوات الحوثي وصالح .
تأملوا جيدا بحديث الحالمي ، فضبط الشحنة تم بموجب اجتهاد شخصي أولا، وثانيا نتاج لحس أمني أثناء القيام بالتفتيش للحاوية ، فلولا أن احدهم لاحظ القلق باديا على سائق الشاحنة ومرافقه اللذين رفضا التفتيش بذريعة أن لديهما تصريحا من وزارة الداخلية يسمح لهما بنقل ألعاب نارية ، لكانت الأسلحة الآن في صنعاء .
يعني أن المسألة برمتها وقعت بالمصادفة ، كما والطريقة التي كشفت بها النقطة عن شحنة السلاح تؤكد ذلك ، بدليل أن المنشور عرض صورا للأسلحة المضبوطة وكذا لصورتي السائق ومرافقه واسمهما ” ع ، ا ، ا ” و ” ق ، س ، ا ” ناهيك عن اعترافهما الموثق صوتا وصورة .
فكل هذه القرائن باتت موثقة وثابتة وبانتظار جهة قانونية ونظامية في الدولة كي تحقق بها ثانية قبل إحالتها إلى سلطات النيابة والقضاء .
أيا يكن الأمر ، فما أورده قائد النقطة من معلومات خطرة ذكرها الشخصين المتورطين بتهريب الأسلحة والمقذوفات والألغام ، يحتم على الحكومة والرئاسة أن تتدخل فورا وان تأمر بالتحقيق في كل ما أورده الحالمي من معلومات خطرة جدا ، فالتساهل هنا يمثل جريمة لا تقل جسامة عن القيام بتهريب أسلحة إلى قوات معادية وفي وقت تطالب فيه جبهات القتال المستعرة عن أسلحة وذخيرة ولا تجدها الا بمشقة وعناء المتابعة للجهات العسكرية .
صحيح انه والى وقت قريب كانت هناك مشكلة عويصة تتعلق بنقل السلاح إلى جبهات القتال في البيضاء والضالع وتعز ، لكنها في الآونة الأخيرة باتت العملية منظمة وسلسلة ولا تحتاج غير تصريحا وأطقما مرافقة لتلك الشاحنات من عدن إلى تلك الجبهات .
السؤال المطروح ألان : كيف مضت شاحنة الأسلحة دونما تعترضها نقطة من تلك المنتشرة طوال الطريق ، خاصة وان الشرطة حظرت نقل تلك الألعاب النارية إلى المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين ؟ وهل تم تهريبها من مخازن قوات الجيش والمقاومة أو التحالف أو انه تم تهريبها عبر الساحل البحري ؟
أما الأخطر في العملية فيتمثل باعترافات السائق ومرافقه ، فإذا ما صحت تلك الأقوال ، فإننا إزاء فضيحة كبيرة تستوجب التدخل المباشر والسريع من الرئيس هادي وحكومته .
أعود وأكد أن السيل بلغ الزبى ، وأخشى أن تكون العملية برمتها ضمن عمليات فساد منظم تنهش في جسد مؤسسات الدولة المسيطرة عليها السلطات الشرعية ، ما يجعلها عاجزة عن بسط نفوذها ووجودها في المحافظات المحررة .
ولا أظن عمليات الإرهاب وأزمة المشتقات واستمرار العجز في طاقة الكهرباء وفقدان الفعالية لكثير من الإجراءات الإدارية المتخذة في تلك المحافظات إلا من جملة الممارسات الفاسدة الهادفة في المحصلة إلى تثبيط وعرقلة عملية الحسم سياسيا وعسكريا .

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى