صابر حجازي يحاور الكاتب والمفكر الصومالي مهندس مصطفي اسحاق
يوليو 05, 2018
عدد المشاهدات 931
عدد التعليقات 1
في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 70 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س:- كيف تقدم نفسك للقارئ ؟
مصطفى اسحاق علي، صومالي الهوية والهوى، من مواليد الصومال بمدينة بيدوا حاضرة اقليم باي والعاصمة المؤقتة لولاية جنوب غرب الصومال في بداية التسعينيات من القرن الماضي ،ويسعدني بأن تكون مشيمتي مدفونة مع مشيمة الكاتب الروائي العالمي نور الدين فارح حيث ولد هناك ايضا، فالبهجة تزيد عندما تلتقي الأقلام مع المشيمات.
فدرست بكالوريا في العلوم الزراعية بجامعة كسلا (UK)في السودان ،وماجستير هندسة تصنيع الأغذية بجامعة حاج محمد دانش للعلوم والتكنلوجيا (HSTU) في بنجلادش، مديرلكل من المنتدى السياسي لشرق إفريقيا(EAPF)،ومنظمة سبول للتنمية(SDO)،وبوابة الصومال الإخبارية(SGN)،واكاديمية مانجو للبحوث(MRA)، فأما في عالم الكتابة فا نضممت اليه في عام 2011 اي قبل سبع سنوات عندما كنت طالبا في إحدى الجامعات السودانية ،وفي ذلك الوقت لم يكن هناك مواقع عربية كثيرة تدار بيد اشخاص صومالية كأيامنا هذه وكانت شبكتا الشاهد الإخبارية و الصومال اليوم تلمعان كالنجوم في سماء الاعلام الصومالي العربي وكنت من كتاب لهاتين المنصتين فبعد ذلك الوقت إنتقلت لمدونة خاصة بي كنت انشر فيها كيفما ووقتما أريد شعرت بذلك نوعا من التحرّر عن مراقبة الإنسان وتحكمهّ!
س:- انتاجك الادبي ..نبذة عنة ؟
رغم كتابتي لخواطر تزورني في بعض الأحيان وإخراجها الى العلن كي أتنفّس بطريقة مدوّنة ومكتوبة فلا أرى نفسي سوى طفل يلعب بوحل الكتابة غير آبه بمااذا كانت أدبية او إجتماعية او سياسية،فطبيعة الحال رغم كل مكتوب يقرأ لدى القارئ فهو يحكمك بنوع الكاتب انت،فالادب جلّه يعزى الى النظم فانا لاأنسج الحروف كي تكون منظومة بل ما أسطّره لايعدو سوى كلمات مبعثرة ضمت ببعضها البعض حتى تبدو منثورة!
وعلى كل حال ،اولى محاولة لي لإنتاج مايبدو أدبيا كانت مشاركة الدورة الخامسة لجائزة الطيب صالح للابداع الكتابي المنعقدة سنويا في السودان بمحور القصة القصيرة تحت عنوان (على أطلال الحياة) ومع ذلك لم يسعفني الحظ أن أكون من الفائزين بل ما سعدني انا وزميلي الشاعر المهندس مختار الحدري ان يكون قلمنا أول قلم ممثل عن الصومال مشارك في الدورة منذ إنشائها ليرى العالم انّ الصومال لم يزل فيها الأبداع حيا!
س:- كيف تري المشهد الثقافي الحالي في الصومال ؟
المشهد الثقافي الحالي في الصومال بين مدّ وجزر طبقا لما يمرّ به الوطن من تجاذبات سياسية متناقضة والتي قد تجلب للبلاد الفوضى وسوء الامن بيدأنّ استهلال عودة طلاب المبتعثين والمغتربين الى أرض الوطن أخذ الوطن ينحو لمنحنى آخر فبدأ الإقبال على العلم بصورة مطّردة منذ انهيار النظام الاسبق فتم تأسيس جامعات كثيرة في معظم المناطق الصومالية الاأنّ هناك تراجعا ملحوظا لدراسة الثقافة العربية بحيث الثقافة الانجليزية سيطرت على كل المؤسسات التعليمية والحكومية نظرا لتقصير منقطع النظير من قبل الدول العربية من حيث الدعم المادي واللوجستي فمثلا أهم شرط من المتطلبات عند التوظيف لكل جهة هو ان تجيد اللغة الانجليزية،ما يعني ذلك ان العربية اصبحت منكمشة في حلقات المساجد!
س – بم تنصح الكُتًّاب الجُدد، وهل لديك مقترحات حول دعم الإبداع الفني والأدبي الصومالي؟
نعم ،نصحية واحدة خير من اللاشيء،بالتأكيد كل امة لا تختلف عن غيرها الا بتراثها بكل مكوناته الشعبية والانسانية والادبيه، وهو ثروة كبيرة يفتخربها اي امة من الأمم ولهذا أسست في دنيانا اليوم كليات تدرس كل ما يتعلق بالتراث ،فمنذ دخول البلاد في الحروب الأهلية إختفى كل شيء من منابع الحياة والكيان البشري الثقافي فهذا الفراغ ادّى الى ضلوع شباب في زهور أعمارهم ان يكونوا ضحايا الإرهاب والعنف ماجعل الامر احد اسباب لفقدان اركان الحياة فهو الأمن ‘انطلاقامن هذه النقطة أقترح حول هذا الامر ما يلي:
-فتح مركز تدريبي فني وادبي
-عقد مسابقة اسبوعية وشهرية وسنوية إحياء بالتراث الوطني
-ادراج المقررارت الدراسية بمادة التراث والتقاليد والقيم الانسانية
-انشاء موسسة لعناية الموهوبين في الفن والادب
-فتح معارض ثفافية سنوية يشارك فيها الاقاليم الصومالية
وكل هذه لايتم الا بمباردة وزارة الشباب والرياضة لتفعيل هذه الانشطة بالدعم المادي والمعنوي.
س – أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك- فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل وصنع علاقة بين الاديب والمتلقي ؟
ظلت شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف نكهاتها جسرا بين الأقرب والاقصى فعلى سبيل المثال لتنشر كلمة واحدة ليس بينك وبينها إلا ضغط زر الكيبورد لجهازك الحاسوب اوالهاتف
فمن هناك ندرك بوضوح انّ الكاتب تصل رسالته للمتلقّي بمجرد ضغط الزر، لذلك كان من المطلوب من اي كاتب ان يكون ملمّا بتكنلوجيا العالم حتى يكون متماشيا مع الواقع المعاش لولفتنا لما قبل ثورة العالم الرقمي نجد ان الكاتب كان يستخدم بالالواح الخشبية والجلود كي تحفظ تراثة المدوّن مع ذلك كانت الهمم اعلى من الحاضر ،وحماسة التصنيف اشدّ من الآن.
وهذا رابط صفحتي
https://www.facebook.com/mustaf.ishak.9
س:- متى بدأت الكتابة الادبية.. و بمن تاثرت ؟
كما ذكرت في السّطور السابقة تعود لحظة التحاقي بركب التدوين الى 2011عام حين كنت يافعا ولا اعتقد اني وصلت لرتية الأديب بل بعض من قرائي يحلو لهم ان يسمّوني بذلك، ولسوء الحظ اني أقرا لكل كانب، لحبّي ان اكون إنسانا مغايرا عن الآخرين في تفكيره وتصرفاته لأن الله خلقني وحيدا كي اكون فذا في كل شيء ألم تعلم بأننا ولدنا وحيدين ونموت وحيدين ونبعث وحيدين ايضا، وبأدقّ التعبير لايمكن لي أن اقول لك بأني متأثر بواحد دون سواه لذلك أرى نفسي حرا في الكتابة والتعبير ، الشيئ الوحيد الذي اتأثر به اني أجد من بين سطور الكتّاب جرعات التحفيز على الكتابة.
س – هل تجد الكتابة باللغة العربية سهلة بالنسبة لك ، أم انك تجدها عملا شاقا؟
فليست سهلة حتى لا أعترض تفكير البعض ،فهي سهلة كي اوافق على رأي الآخرين، ولكن اقول فهي كالطعام سائغ طعمه لدى بعض الناس، ومرّ لدى الآخرين، ببساطة عندما أنوي كتابة موضوع مثيروحديث الساعة فأجد نفسي اني أمام عصير باللبن ،اما اذا كان الحديث عن موضوع لاتتذوق طعمه فأرى نفسي اني امام عصير بالصبر ،ولكن اقول إنّ الأمر لا يسهل الا بالممارسة فالحديد ممهما كان صلبا فانّه يلين تحت النيران!
س :- ما أقرب الخواطر الي نفسك ؟ مع ذكرها ؟
أقرب الخواضر لديّ هي تلك التي تتحدّث عن المشاعر والأحاسيس والذكريات فهي تترجم عما يحكّ في صدرك وتخفّف عنك الاعباء النفسية، ياسيدي الحياة كلها مبنية عليها أولها الهيام وآخرها الصدق فيها، ومن امثلة تلك الخوطر
هذه الخاطرة المسماة ب(اقتربي ..ولاتذهبي بعيدا عني):
ربما اتذكر تلك الثانية
لقاءك الجميل الذي
كان اللبنة الاولى
لعلاقتنا!
نعم اتذكّر..لأنك
قلت مالن انساه
ولو نسيت فلا تنثري
وجهي كومة من اللوم
وليس ذلك من عاداتك
ولاتصرفاتك!
أعرفك تماما..وبالشدة
انّ بعض تصرفاتك لاتوحي
الى الجدية والمصداقية
نعم..اعرفك دائما عندما
تتكلمين انك لاتجاملين
عن الحق… والصواب!
أتذكرين يوما حينما
نطقت بأسلوب غير لائق
أمامي ..!؟
وبالعكس كنت اعتبرت
ذلك نوعا من التأليف
للقلب…والبال!
لا تفارق شريط
ذكرياتي تلك الايام
واللحظات التي ركبنا
معا ارجوحة في احدى
المنتزهات!
وكنت تناوليني اليّ
وردة …باقة من الزهرة
ولم اقدر على التمييز
بين الالوان المتعددة للأزهار
والورود!
فاحالت الفاظك …وحروفك
عن انعدام الاقتدار..والقدرة
على تفريق بين تلك الالوان
المختلفة الاشكال!
ولاتستغربي ذلك فقلبي
واحد لايركز الا على شي
مفرد..وحيد!
ذلك المنتزه قبله
لم كن اعلم بانّ بعض الإحساس
يجعلك ان الحياة تنبي على
تبادل الاحاسيس ..والمشاعر!
فليست المشاعر كلها على قالب
واحد ونمط مفرد!
بعضها تسير ضد عقارب الساعة
فتجعلك ان تحيا في الحيرة
والتيه بين الفينة وألاخرى!
وبالعكس كانت العبارات المتراشقة
مني ..واليك..منك..واليّ…من هنا
وهناك تستحق ان تخلد ذكراها
منقوشة على صفحات من الذهب
والالواح من الفضة!
ليس كل اللقاء..والالتقاء
كهذا..ربما كان جمعنا محظوطا
نسبة لما خلف…وخلق..وزرع
من الاحترام…والتآخي!
هناك الكثير من الاشياء نويتها
ورغبت في تسجيلها في طي
هذه الالفاظ التي اسردها!
لكن ذكرياتك..ويومياتك لا تقبل
ان تحصى في لحظة واحدة!
ارجو انّي قد نقلت من صحفات
ذاكرتي بعضا من الاحداث المحفوظة
اظنك ان هذا يشفي عليلك ويهدء
وضعك..حالك!
حتى اراك ثانية بخير استدرجي
نفسك بهذه المسرودات
والمسوقات!
واقتربي اهمس في اذنيك:
” فاقتربي فاني معك ولاتذهبي عني بعيدا”
ومنها من تلك الخواطر التي هي اقرب الى نفسي من غيرها هذه الخاطرة المعنونة ب(ذاب الشوق في بدني):
ذاب الشوق في بدني
وجفّت العيون للبكاء
لا اعرف مالذي سبب
لي ذلك!
كنت اعتقد انّ الشوق
والحنين مجرد اعتقاد
وقول جرى على
ألسنة الناس
الآن بعد سنين زال
عني ذالك الاعتقاد
فشوقي اليك لايقاس
بشيئ!
دائما افكر فيك
وفي نظراتك
وكلماتك
وابتساماتك
وضحكاتك
لكن الظروف
تسير ضد عقارب الساعة
تذهب بك مرة الى عالم
آخر
وجو آخر
وشأن آخر!
مهما كانت الظروف
والاحول لاأستسلم
لتلك الظروف والاوضاع
كان الأمس القريب حينما
استندت الى ذلك الجدار
مفردا
وحيدا
لايخالطني
غير الهواء
والنسمات المتلاطمة
من هنا وهناك!
تذكرت انك الوحيدة
هي القادرة على الاقتراب
والاستئناس معي
لكن الدهر يجري
ويسرع كلمح البصر
لاينتظرك بكل حال من
الاحوال!
مرة ترى في نفسك
انك في قمة من الحبور
والسرور…والبهجة
ومرة اخرى تلعب بك
الهموم والغموم!
وشوقي ..وحنيني اليك
يزداد عندما تتدحرج
في ذاكرتي كلماتك
الأنيقة
التي تجعلني انتشي
من الفرح!
ايها الشوق حسبك
فانا لا استطيع على
التحمل اكثر من هذا
فزمنك انتهى…
ودورك انصرف
افلا تكتفي بهذا القدر؟!
س:- ما الرسالة التي تود تقديمها من خلال كتاباتك ؟
لكل كاتب اسلوب خاص في نقل رسالته عبر الكتابة ولكن الشيء الوحيد الذي يجمعهم هو التنقل من وضع حسن الى احسن منه ،ولهذا فرسالتي تتعامد على تفكير بعيد المدى والذي جعلته شعارا خاصا بي واكررّها دوما وابد فهو اني باحث عن التغيير عبر مداد القلم مؤمن بهندسة العقول قبل هندسة البناء)
فالقلم هو صواريخ عابرة للقارات ودائما يتكلّم مع الصغير والكبير على حد سواء بدون التمييز المرحلي والزمني وعلى هذا هذا الاساس فاهمية القلم تكمن في الرسالة التي يؤديها سلبا او ايجابا!
س – هل تظن أن صورة بلدكم الصومال عن طريق الكتابات الادبية الخاصة بكم قد تبدلت في العقلية العربية ؟
طبعا ،بعد ظهور العالم التكنلوجي بدأ كل شي يتحوّل من حاله ،وتغيّر تفكير الناس وافتربت المسافات البعيدة ومن هنا برزت اقلام صومالية شابة تكتب بصورة ادبية شعرية وسردية ابهرت العالم العربي ومن تلك الاقلام طبيب المداد والبدن د.محمد ديرية والكاتبة المترجمة زهرة مرسل ومهندس الآلات واليراع الشاعر مختار الحدري ومهندس الأرض والحروف حسن محمود قرني،وشاعرالمترجم محمود محمد حسن عبدي، حامل لواء علوم القراءن الشاعر د.ابوبكر الخليفة والشاعر صاحب فكرة اللامدرسية عبدالوهاب محمد عثمان والاديب اللغوي عبدالوهاب محمد اسحاق ومن الملفت للنظرا يضا وجود الاقلام الصومالية التي ساهمت في إثراء المكتبات العربية ومن تلك الاقلام المؤرخ صاحب معجم المؤلفين الصومالين بالعربية قديما وحديثا د.محمد حسين معلم والمؤرّخ رائدالتاريخ والعلوم الاجتماعية الشيخ آدم شيخ سعيد صاحب المنارة الهادية لعلماء بارطير الاسلامية والمؤرخ الشاب صاحب نيل الآمال في تراجم اعلام الصومال د.انور احمد ميو.
ومن نافلة القول ازدياد بصورة إستثنائية لاقلام شابة وخاصة في قرض الشعر حيث بدأت مساجلة شعرية في صفحات المواقع التواصل الاجتماعي ومن بين هؤلاء الشعراء محمد الرحمن،وسعيد محمد ايذو،محمد الشاعر،واحمد عبدالله الكرتني!
س – كيف تبدو حياتك الاجتماعية؟
مازلت في السجن الفردي ،الا انني لا اشعر بشيئ من الوحشة كحال البعض فأهم ما أحتاج إليه هو قمر يضيئ ظلام السجن فظفرت به إذ اصبح لي كظلي يسير معي حيث كنت !
فلاخوف يداهمني حول من يكون معي في تلك الحياة فقط اني اغار على الشمس التي تضرب بلفحتها على ذلك الشخص خوفا على نفسه،ربما سيقرأ هذه السطور، أجل فأني محق بذلك لكن أقول له:اراك تقرء بين سطور هذه الحروف باسما حتى بدا فلجك بين ثغرك فقط ضع لي هذه الابتسامة في الصندق محتفظا كي تخرج لي في ذلك اليوم الموعود!
س – مشروعك المستقبلي – كيف تحلم بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟
رغم انّ الحياة لاتخلو عن خطط الا أنّ ما اريد قوله هو اني ارجو ان اترك للعالم تراثا علميا ينتفع به فلا اقيده بمجال دون سواه،وكما تعلم سيدي ليس كل مايتنّمى المرء يدركه فبعض الاحيان يذهب بك القدر الى حيث لاتشتهي الانفس،فعلى كل حال مادام الحلم يرزق بالحياة فكل شيء يمكن تحقيقه حتى وإن قلّ فالاحلام دائما تتلاشى امام الظروف البيئية خاصة وان الوسط الافريقي او العالم الثالت عموما تتبدّد الطموحات امام صاحبها فيرى الاحلام قدتحقّقت في المنام ويصحو وقد تلاشت مرة بفعل محبطين كثيرين يصطادون زلاتك ونقاط ضعفك ،ومرة لأجل فقدان دعم مادي اذا لم يكن في حوزتك ماتدبّر مشاريعك، وخلاصة القول اننا بحاجة ماسّة لثورة نهضوية ترقع الفجوات وتدعم المعنويات ،هنا عندنا في الصومال الشعب مازال يتعافى عن الحروب الأهلية لذلك ونتيجة تلك الحروب الشعب لم يتعوّد على اسلوب المرونة في التعامل والتحفيز على الجميل والعمل الابداعي، بيد أنّ هناك بريقا من الأمل من التغيير نحو الافضل فبدأت معارض الكتب تعقد سنويا والتي ستغيّر الصورة النمطية للصومال وحتى تفكير الجيل الصاعد!
س – اترك لكم المجال للحديث عما تريد.. والخروج من حالة توجيه الاسئلة مني في هذا الحوار..؟
شكرا لإفساح المجال لي امام هذا اللقاء الجميل الذي نظّمته سيدي الاديب المصري صابرحجازي ذلك لانك من مصر اهل ارض الكنانة منبع العلماء والأدباء قديما وحديثا، من الجدير بالذكر ان الصومال بدأت تتغيّر لأحسن الحال بعدما عانت من الدمار في المؤسسات التربوية والحكومية ،فمن هنا جاءني هاجس لأن اصبح من المهتمين بالساحة الساسية الصومالية ومن صناع القرار فالبلد يحتاج لجيل شاب وواع يحمل على رسالة وطنية تفك شفرات العقول المدمّرة !
كمتابع لمايجري في البلاد اننا نحتاج لتحسين هذه الميادين الأربع :
الميدان التربوي: لاتنجح سياسة بلدما اذا لم يكن هنالك استراتيجيات مخطّطة قريبة او بعيدة المدى فكل شعب متطوّر في دنيانا اليوم فثمة وزارة تسعى دوما وابدا لتجويد الوضع التعليمي متماشية مع العالم الرقمي وعلى هذا الأساس فمن اللازم تعديل ومراجعة المناهج التعليمية في البلاد رغم صعوبة الأمر إلا أنّ جهودا شخصية مبذولة قد تغيّر الحال اذا كانت جادة في صنعها!
الميدان الصحي: يعاني الكثير من المواطنين من تدني تلقّي العلاجات اللازمة مما يضطرون للسفر خارج الوطن الاانّ القطاع الخاص بدأ يحاول بتلبية حوجات الشعب فمن هذا المنطلق ومن المسؤولية بمكان تفعيل مبادرة صحية على المستوى الحكومي او الشخصي حتى يكتفى المواطن من السفر لخارج البلاد طلبا للعلاج.
الميدان العسكري والامني: لسوء الحظ لم يتحظّ الجيش الصومالي منذ اطاحة بالحكومة السابقة بقيادة سياد بري بأي من الأهتمام المطلوب لذلك نلجأ الى جلب قوات اجنبية لحفظ السلام إستغناء عن ذلك علينا ان نغيّر سيناريو الاعتماد على الغير والتحوّل نحو الاكتفاء بالذات عبر تلقي التدريبات العسكرية المكثفة والدعم المعنوي للجيش حتى يكون مستعدا للحفاظ على عرضه وارضه!
الميدان الاقتصادي: فهذايشمل على كل موارد الدخل من موارد الطبيعيةمتجددة وغير متجددة والموارد البشرية فاستغلال الموارد يزيد الدخل القومي للوطن نظرا لحيازة البلاد على اراض شاسعة صالح للزراعة ومعادن لم تفض بكرتها وثروة سمكية ،واكثر من نصف السكان من الفئة الشبابية تم اهدار طاقتهم البشرية فهم بين مهاجر مكتئب وبين ميت معنويا تمنعه العوائق المالية عن الهجرة، لأجل ذلك فكل ماذكر يحتاج الى عقول مثقّفة منفتحة للواقع، بصيرة تعمل على انقاذ البلاد والعباد من براثن الفقر والجهل!
وفي الختام ارسل برقية الشكر والعرفان لتلك الوالدة التي حملتني في بطنها تسع شهور السيّدة المناضلة حليمة معلم عبدالرحمن حفظها الله!
والى والدي الذي كان سببا ان أكون مخلوقا في بطن امي السيّد الأبيّ اسحاق علي شفاه الله
والى كل الذين كانوا سببا في تكوين شخصيتي من الاهل والأقارب و والمعلّمين والاصدقاء
شكرا لكم جميعا!
والحمدلله اولا وآخرا!