ادب وثقافة

الشاعرة نرجس عمران: الغموض ليس دليل الإبداع ولا الوضوح سمة التفوق

ديسمبر 14, 2018
عدد المشاهدات 957
عدد التعليقات 0
تكتب نرجس عمران غالبًا عندما يلتقطقلمها الإلهام والوحي
حوار أجراه: خالد ديريك
شاعرة تقطف من عمقالقواميس أجمل الكلمات وتدونها على أوراق ملونة بحبر النرجس وعلى وقع عزف أجراسهاتخرج القصيدة إلى الحياة.
 تكتب عن موضوعات الحياة المختلفة ومشاكلها: السلام -الإنسانية –التعصب،الحب، المرأة …. ونتيجة لامتلاكهاالثقافة العامة استطاعت أن تنوع كلماتها فكتبت الواضح الممتع وفي نفس الوقت الغامضالجميل وصنعت نصوصًا باذخة، معتمدة على التكثيف والتصوير والمجاز والتسهيل تارةكلما همست الروح والإلهام لها. لذا فإن نصوصها توافق وتمتع مختلف الأذواق.
وهيكاتبة وناشرة ومحررة لدى العديد من الصحف والمجلات الأدبية، وتكتب أجناس أدبية مختلفة(قصة قصيرة، قصيرة قصيرة جدًا، قصة طويلة، خواطر، قصيدة النثر، اللهجة البدوية، المحكيالسوري) وحصيلة جهدها الأدبي ثلاث دواوين خاصة ومجموعة قصصية، ومشاركة في أربع دواوينشعرية ومجموعة قصصية إضافة إلى العديد من الدواوين الإلكترونية. وقد ترجم الكثير منأشعارها إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والأمازيغية.
شاركتفي العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية بغرض نشر وترسيخ معاني ومفاهيم التواصلالأدبي والثقافي وتعزيز روح المحبة والسلام والتمسك بالقيم السامية. وظفرتبعشرات من التكريمات والدروع والجوائز من مختلف المؤسسات والمنظمات المحليةوالعربية والدولية، منها: دكتوراه فخرية من منظمة الفن والإبداع الدولية والنوايا الحسنة،المغرب العربي – دكتوراه فخرية من المركز الثقافي الألماني الدولي في لبنان – راعيةللسلام من قبل peaceKeeperفي سورية – سفيرة أكاديمية السلام في سوريا ومقرهاألمانيا – سفيرة السلام من قبل منظمة حقوق الإنسان وقوة مكافحة الجريمة إيرلندا والهندوغيرها الكثير….
إنهاالشاعرة نرجس عمران من مواليد دمشق ـ سوريا، خريجة وزارة الصحة ـ اختصاص الصيدلة.
حوار مع الشاعرة نرجس عمران/ خالد ديريك
الشرارة الأولى للدخول إلى الحقل الكتابة كانت في فترة مراهقتهاعندما كتبت الأبيات التالية تتغزل من خلالها نفسها وصديقاتها:
نرجسيا زهرة علاها الندى
فزادهاجمالا وحلا
شعركأسود كالدجى
وعيناكِأجمل من عيون المها.
حيث”ندى ومها وحلا” هن صديقات للشاعرة نرجس عمران.
لكن، التعلق الأكبر بالقلم بدأ عندما نبض قلبها للحبيب ولتستمرفيما بعد إلى الآن:
ثم لاحقًا،عندما بدأت أخط قصة حبي، تعلقت بالقلم لأكتب الرسائل العاشقة، وبعدها دخلت نوعًا مافي معترك الحياة العملية وعدت مجددًا للكتابة، لكن هذه المرة عبر بوابة الصفحات التواصلالاجتماعي من خلال كتابة الخواطر وبالتالي التشجيع والدعم من المحيطين والأصدقاءثم المتابعة والاستمرارية.
ومن طقوسها في الكتابة: اكتب غالبًا عندما يلتقط قلمي الإلهام والوحي حينها أجد الكتابةتفرض نفسها بشكل سهل وسلس وجميل، وأحيانًا أمسك القلم لاستحضر نص حينها قد تكونالحالة غير غارقة في السهولة ولكن النتيجة جيدة.
ترتل قصائد غامضة وأحيانًا واضحة المعنى بحيث ترضيجميع الأذواق: اكتب الحالتين، والشعر الجميل والكلام العذبلا يتعلق بغموض أو وضوح وإنما يتعلق بقربه من الروح، أقصد أن الغموض ليس دليل الإبداعولا الوضوح هو سمة التفوق. قد يكون النص غامضًا أو كما يوصف نص تحكيمي أو نقدي أو…. ويكون قمة في الجمال.
وأحيانًايكون آية في البساطة وروعة في الشمولية لذلك أعتقد أن القرب من الروح هو ما يوصل النصإلى الفئات سواء التحكيمية أم غيرها. وأنا أحب أن أرضي جميع الأذواق لذلك تراني اكتبالغامض التحكيمي والبسيط السهل الموجه للعموم.
حفظ الأشعار من عدمه أمر عادي وليس له أي دلالات: أنا أحفظ بعض أشعاري وليس كلها وأغلبما أحفظها هي من البدوي أو الغنائي وبعض من الفصحى أما أن أحفظ ما يعادل أربع إلىخمس دواوين فصحى فهذا صعب جدًا.
أقرأما أحفظ غيابيًا وما لا أحفظه أستعين بالورقة، بكل الأحوال هو أمر عادي ليس له أيدلالات ….
ثقافتها عامة هي التي تساعدها في كتابة القصص، وللقصصقواعدها: أعتقدثقافتي العامة تساعدني على كتابة القصص بأنواعها القصيرة والطويلة والقصيرة جدًا،وما اكتبها، بعضها من الخيال وبعضها من الواقع.
وتستطرد قائلة: نظرًا لتعدد المسميات حتى صار هناكالشعر القصصي والقصة الومضة وغيرها فالشاعر عليه أن يواكب الثقافة المتجددة ليحافظعلى تواجد غني، وفي ظل هذا التنوع يفي الأغراض الكتابية والقصصية اللازمة فهناكقواعد لابد من الحفاظ عليها في كتابة القصص حسب أنواعها.
وتتابع: تجذبني القصص الواقعية القصيرة ذات الحكمة والفائدة والعبرة.وأعتقد الرواية متربعة على عرش الأدب لا غيرها.
عندما تجد صعوبة في كتابة جنس أدبي ما، فتتريث ولاتكتبها، ويعجبها التنوع وتردف قائلًة:
اكتبمختلف الأجناس الأدبية (قصة قصيرة، قصيرة قصيرة جدًا، قصة طويلة، خواطر، قصيدة النثر،ولهجات البدوي والمحكي السوري) لأني لا أجد فيها صعوبة، لو كنت أجد صعوبة في إياهالما كتبتها، ولكن لا أقحم نفسي في الشعر العمودي لأني لم أتمكن منه بعد.  
وتضيف: يعجبني التنوع لذا اكتب عدة أنواع من الأجناسالأدبية، ومن يناسبه التنوع لا ضرر ومن يناسبه كذلك التخصص أيضًا لا بأس.
بالنسبةلي أحب التواجد حيث يدفعني الإلهام وأحبذ الاستمرارية، ليس بالضرورة أن أكونالأولى، لن نخلق هكذا أنما ننشر لنتعلم.
صدى كلماتها هو من أفكارها وخيالها غالبًا: كل ما اكتبه هو من بنات أفكاري سواءخواطر، شعر، قصة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون حدثت على أرض الواقع فبعضها من الخيالوهنا يكمن الإبداع الأدبي في اختلاق الشخصيات أو العمق في معنى المفردات.
 وعن ترجمةالنصوص والكتب، تقول الشاعرة نرجسعمران: تساهم الترجمة في إيصال الشاعر والكلمة إلى بيئات أخرى مختلفة.
لكن،لا أجدها (الترجمة) تحافظ تمامًا على النص الأساسي أنما تسبب بعض الاضطراباتاللغوية أو انحراف في المعاني والنحويات.
ترى التكريمات وشهادات الشكر والتقدير المختلفة التيحصلت عليها هي نتيجة الجهد المتواصل:
لكلمجتهد نصيب، ومن منا لا يحب أن يقال له كلمة شكرًا، ممنونة لكل من وجهها لي سواءشفهيًا أو كتابيًا أو إلكترونيًا أو ورقيًا. إنها نتيجة احترام ومحبة وتقديروعلينا أن نردها بالمثل، نعم هي نتيجة جهد وتعب وكلنا نتعب لنجد النتيجة التي تدلعلى أن التعب يثمر.
إنتاجها الإبداعي: ـ ديوان “أجراس النرجس” مجموعة نثرية مختلفة المواضيع ـ ديوان “بصمات على أوراق النرجس” مجموعة نثرية مختلفة المواضيع ـ ديوان “النرجس إذا بكى” مضمونها رثاء ـ مجموعة قصصية”سفر الموت” ـ أما دواوين مشتركة:ديوان “ملوك الياسمين” ـ ديوان “همسات على أمواج البحر” ـديوان “رسائل حب من طرطوس” ـ ديوان “نداء الروح” ـ مجموعةقصصية مشتركة “أحلى القصص”. إضافة إلى العديد من الدواوين الإلكترونية.
لا تفضل الشاعرة عمران أي كِتاب لها على آخر لأن لكل واحد منه مولدوظرف خاص، فهي تحب جميع مؤلفاتها لأنها نتاج تعبها وجهدها.
وترى في مواقع التواصل الاجتماعي نعمة، لكنها تحذر! علينااستغلالها إيجابًا وللمفيد لأن هي أو سواها تؤذي أن أسيء التعامل معها.
كما تؤكد بأن طرقها للوصول إلى الغاية، هي الاستمرارية ثم الاستمراريةفي الكتابة مع المطالعة والحضور.
 
أجوبة خاصة:
في الغيرة: أغار عندما ينال غيري الفرصة التي استحقها أنا ولا يكون هو جديرًابها، أغار على من أحب، أغار كأي امرأة.
الموسيقا:حسب المزاج، أحبالموسيقا الحزينة لأبكي حين الغضب، وموسيقا التي تبهج لأنسجم أكثر بجو الفرح
ألوان: يعجبني اللون الأصفر
 الهواية: الفن عمومًا، وأرى الطبخ أيضًا فنلذلك أنا إنسانة أحب الطعام بأنواعه المختلفة. وكما أهوي الكتابة والغناء.
وتختم الحوار: ممنونة لكم وكل الشكر على هذا الحوار،أشكركم دومًا لأنكم أهل الثقة وأسرة أدبية أفتخر بها دومًا.   
 

حوار أجراه: خالد ديريك
العدد 212 / الخميس 25 أكتوبر 2018 في ملحق “أقلامعربية” الصادر عن جريدة الكلمة المصرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى