صابر حجازي يحاور الأكاديمي والشاعر اللبناني د. أنورالموسى
فبراير 22, 2018
عدد المشاهدات 857
عدد التعليقات 0
في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 62 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س كيف تقدم نفسك للقراء؟
..حاليا أستاذ متفرغ في الجامعة اللبنانية، برتبة بروفيسور، ولدت في العام 1976، ببيروت، تغلف حياتي الأولى المعاناة، فأهلي ذاقوا “الأمرين” في الحروب والتهجير… ومع معاناتي، كافحت في التعلم والعمل البسيط… إلى أن حزت على خمس إجازات جامعية في: اللغة العربية، والصحافة، وعلم النفس، والإعلام المرئي والمسموع، والتربية، فضلا عن دكتوراه دولة، وباتت مؤلفاتي تربو على ال20، جلها في دار النهضة ببيروت. آخرها ديوان زيتونة القدس.
أما الدكتور أنور الموسى الإنسان…فهو متحيز لقضايا الضعفاء المستضعفين… واللاجئين… والمحرومين مهما كانت جنسيتهم ودينهم…
ود. أنور الأديب هو ذاك الإنسان المتواضع علميا الذي خط طريقه بنفسه، بمؤازرة أب عامل بسيط مكافح رحمه الله..وأم مكافحة أيضا…وجد ضرير روى لي القصص المشوقة…
أنور الأديب كافح وسهر الليالي…مع المعاناة، لأن له هدفا في الحياة، هو رفع راية القدس والكلمة والحق.. في الكتب والصحف…فضلا عن تدريسي مدة طويلة بمدارس رسمية وخاصة…
الشاعر الدكتور أنور عبد الحميد الموسى، صاحب المفهوم الثائر: “الأدب المنتفض”. لم يعد قادرا على تحمل الصمت. هجر الكتابات الأكاديمية الغزيرة ليهتف مع الأحرار: “موتوا كراما”، ويندد بشراسة بالعنصرية والتعصب والقتل المجاني بين الإخوة العرب…
يرفض احتكار الساحة الثقافية، ويدعو إلى تشجيع الشعراء المبتدئين وتنمية المواهب، يتمسك بالشعر الملتزم. بحث في كل القضايا، فوجد أن القضية الفلسطينية هي أساس الإلتزام الأدبي، فكتب عن حلم العودة الذي تحقق في شعره، وعن المجازر الإسرائيلية؛ كمجزرة قانا، والمقدسيات، والبطل المضرب عن الطعام، والمستوطن ساحق الأطفال وذابح الحياة…فضلا عن تغنيه بلبنان وبيروت وصيدا وصور ووداد طرابلس، والأم والأب الصديق…
أهدى ديوانه للشهيدة الأميركية التي أعدمها الاحتلال، وهتف للأحرار والشهداء والثوار. مُدح شعره في الوكالات العالمية، وتناقلته الصحف الخليجية، ونال جائزة أفضل قصيدة عن بيت القدس الساحر…
س إنتاجك الأدبي: نبذة عنة؟
من مؤلفاتي في الشعر واللغة والأدب والتحليل النفسي والإعلام:
*ثلاثة دواوين شعر هي: زيتونة القدس، وعشاق الأقصى وبورما، وفي مذهب الحب قلبي خفق.
*فن تدقيق النصوص وإخراجها وتحقيقها.
*أدب الأطفال..فن المستقبل
*علم النفس الأدبي
علم الاجتماع الأدبي
*فنون الكتابة الأدبية والصحافية والعلمية
*المجازر الاسرائيلية في الأدب العربي
*البلاغة العربية والتحليل النفسي
*نحو نظرية سيكولوجية في دراسة علوم البلاغة العربية
*في علوم اللغة العربية وفنون الضاد
*المعالم الأدبية والحضارية في صدر الاسلام
*الانتماء والصراع في الأدب الأموي
*التكنولوجيا في خدمة التعلم والتعليم
*ابجديات اللغة وعلم الاصوات واللسانيات
*قضايا أدبية ومنهجية في الدراسات العليا
*منهجية البحث العلمي في الدراسات الانسانية والسياسية
*اللغة والاعلان
*اللغة والاعلام
*علم التراكيب والقواعد التوليدية التحويلية
*الادارة…
*قضايا أدبية ومنهجية في الدراسات العليا.
ومن الدراسات:
الثورة والتمرد في ديوان هويتي معلقة
*اصوات الهزيمة في ديوان مراثي القبيلة
*الدماء والانتصار في صورة مجزرة قانا…
الحب والغزل في شعر الملك الامجد
*الحب والغزل في شعر ملوك بني أيوب…
فضلا عن مئات الموضوعات والمقالات في الصحف والمجلات.
س كيف كانت البداية؟ ومن وقف بجانبك مشجعا؟ وما تأثير ذلك على حياتك الأدبية؟
بداية، وقف إلى جانبي أمي وأبي، مع إمكانياتهما المتواضعة، وبعد الكفاح والعمل البسيط، وضعت لنفسي هدفا، وكانت الانطلاقة الكبيرة في التأليف بعد تخرجي، ونيلي دكتوراه…
طبعا وجود الهدف ضروري لنجاح المؤلف في مهمته، ولا سيما حين نتحدث عن الشعر والإبداع.. ذاك الشعر الذي يهتف لقضايا المحرومين والقدس…
س ما هي أهم المرجعيات التي ساهمت في تكوينك الأدبي؟
من المرجعيات، المعاناة، والإحساس بالمظلومين والكادحين، ناهيك بالقراءات المتعددة والمطالعة، والمثابرة في الحياة، والصدق والإخلاص في العمل والتأليف…
س هل استطاعت الشبكة العنكبوتية توافير التواصل بين الأديب والمتلقي – خصوصا أن حضرتك عضو في العديد من المنتديات الثقافية والأدبية ولك صفحة باسمك علي الفيسبوك؟
نعم، لوسائل التواصل دور مهم في التواصل بين الأديب والقارئ، فحضرتك مثلا تعرفت إلي من خلالها، وتعلم جيدا أننا في عصر السرعة والشاشة الكونية، حيث بات إنتاحنا الأدبي يصل إلى الكون بثوان…
وللتواصل عبر الفيسبوك
https://www.facebook.com/anwar.mosa.927
و
https://www.facebook.com/ishkaliatfikria/
س في حياتك محطات أدبية عديدة، ما هي المحطة التي كان لها تأثير فيك؟
المحطة الأدبية البارزة مدح شعري المناهض لإسرائيل في وكالة رويترز، وتأسيس موقع أدبي فكري بعنوان إشكاليات فكرية… ونيلي خمس إجازات وتوظيفها في التأليف والأدب…
س لقد بدأت الكتابة في سن مبكرة. فما هي قصة أول عمل أدبي؟ وكيف تنظر الآن إلى تلك الكتابات؟
كانت لي محاولات في سن مبكرة، ضاعت كلها تقريبا بسبب الحروب الأهلية اللبنانية والتهجير… ودائما أحن إليها، وأنظر إليها نظرة حزن، وكأنها فردوس مفقود…
س ماذا تعني لك الكتابة؟ وأيّة تخوم تمكنك الكتابة من ارتيادها؟
الكتابة هي الهواء الذي أتنفسه، وهي الحياة والسلاح…
وتمكنني من مناصرة الحق والدفاع عن المظلوم، والتعبير عن آلامي ومعاناتي… وهي عنصر تفريغ نفسي وتسام.. وراحة نفس وضمير…
آية ذلك، أن الشاعر في نظري صاحب رسالة، وأنا من أنصار الأدب الملتزم الذي يتبنى فيه الأديب قضية ما… وبما أن القضايا المصيرية تعصف بمجتمعاتنا، فأن تكون شاعرا يعني أن تحمل أمانة الدفاع عن الحق المسلوب، وعن الشعب العربي الذي يتعرض للتنكيل، وعن الإنسان الغارق، والمهاجر في بحار الموت…
نعم، أن تكون شاعرا، يعني أن ترفع راية الحرية، وتشهر كلمتك في وجه الحاكم الجائر، والأحزاب المستسلمة، والمؤسسات التي تنهب الشعب… وتصرخ في وجه التعصب والعنصرية، والإعلام المزيف المتزلف…!
أن تكون شاعرا يعني أن تدافع عن رؤية كونية تتبناها في وجه الجور والاحتلال الاسرائيلي الذي ينكل بكل ما هو عربي، حتى الشجر… فضلا عن نبذ التناحر الداخلي بين الأخوة، والدفاع عن رسالة إنسانية تتمسك بالقيم والحقوق… في وجه الاحتقان والتحريض المذهبي الذي يهدف إلى ترسيخ زعامات ومصالح ضيقة! والسؤال هنا: هل أنحاز إلى أي من الشعراء؟
نعم، أنحاز إلى الشعراء الذين يلامسون آلام أمتنا وحضارتنا وقيمنا… أنحاز إلى كل شاعر ثائر يكتب بالأحمر… أنحاز إلى شعراء المبادئ والقيم الذين لا يكتبون للتباهي أو التصوير أو الشهرة… أنحاز إلى أولئك الذين يدخلون في الصراع المصيري، فيحاولون التغيير، وتوعية الشعب وتحريضه على حقوقه…
وبالمقابل، أرى أن من يتزلف لذوي السلطة من الشعراء على حساب حقوق الشعب، لا يمت إلى رسالة الشعر بصلة، مهما كان القالب الشعري الذي يصب فيه أفكاره (شعر تقليدي أو حديث أو…).
وهنا، أدعو الأدباء العرب إلى انتفاضة أدبية ضد إسرائيل…
س دائما حضرتك على قلق، عاشق للقلم والابداع ومغامرات التجريب فكل عمل يختلف عن سابقه شكلا ومضمونا وصياغة ومناخات، فمن اين لكم تلك الروح؟
الباعث وراء ذلك، الرغبة في إفادة أمتي وطلابي، وتحقيق الذات، والإحساس بأن العمر قصير، لا بد من تسجيل بصمة فيه…
س هل ترى أن حركة النقد مواكبة للإبداع، وهل يمكن أن تقدم هذه الحركة إضافة نوعية للإبداع؟
…سؤال إشكالي مهم… فالنقد الهادف المستند إلى منهجية صلبة، يقوّم الأعمال الأدبية، ويساهم في إظهار قصورها أو جماليتها وعناصرها الإبداعية..
فإذا كانت الساحة النقدية الأدبية العربية ورقيا، تتخبط في متاهات الانطباعية والمزاجية والذاتية، والتحيز، وربما التبجيل والنفاق في ميادين النقد… فإن لمنشورات الفايسبوك ونقدها عالما آخر… ما يطرح الأسئلة الآتية: هل يقبل أدباء الفايسبوك عادة النقد السلبي لأعمالهم؟! وكيف يتصرفون إزاء الثناء والاطراء… أو النقد السلبي الهادف…؟ وهل الانتقادات عادة تحمل طابعا منهجيا موضوعيا؟!
الواقع أن غالبية الانتقادات الموجهة لنصوص الأدباء، تتسم بالإطراء والمديح و«التطبيل والتزمير»، وقلما نعثر على نقد موضوعي سليم يظهر الهفوات والثغرات بهدف التوجيه أو التصويب…!
فثغرات اللغة والإملاء والنحو والتركيب والدلالة، نادرا ما تستحوذ على عناية النقاد أو المعلقين، وهي هائلة تكاد لا تحصى حتى عند رؤساء المنتديات أو المجموعات التي يتجاوز عدد أعضائها عشرين ألفا…!
أما النقد الذي يتناول العناصر المعنوية والفنية والبلاغية والإيقاعية، فهو أيضا يعاني من خلل، فكأني بالنقد هنا، يحيل إلى النقد الانطباعي في العصر الجاهلي، حين كان الناقد/الشاعر ينتقد بلا مسوغ، فيقول مثلا موجها كلامه لنظيره: أنت أشعر الناس، وهذا أجمل بيت، وفلان أشعر من فلان…!
التسويغ إذًا، مغيب، نظرا إلى عدم تعميم ثقافة المناهج الحديثة، كالبنيوية والتحليل النفسي للأدب، والمنهج التكويني والسيميائي… وحتى الأسطوري!
فإذا كانت الثقافة المنهجية والنقدية غائبة إجمالا عند الأدباء، فلا غرابة أن نجدها شبه معدمة عند المتلقين عادة، حيث يكتفون بإظهار إعجابهم بما يكتب، بلا تعليل دقيق موضوعي…!
ولذا، لا غرابة إن وجدنا الأديب ينفر من الملاحظات السلبية التي توجه له، فنجده إما يحذف التعليق، أو يبقيه بلا ردّ مع امتعاظ شديد، أو يحذف من قائمة أصدقائه في حسابه صاحب النقد، أو قد يرد عليه عبر الماسنجر موبخا متهكما لائما، أو قد يترصده، فيراقب منشوراته ليرد العين بالعين والسن بالسن…!
المتلقي يبدو أنه واعٍ بهذه القضايا، فيتجاهل الهفوات، وربما يعجب بالنص وفي قلبه حسرة…!
فكم من صفحات كبرى لمنتديات أدبية، اختارت نقادا، سرعان ما هربوا… نتيجة عدم تقبل الطرف الأخر النقد…! وكم من نقاد غير جديرين بهذا اللقب، باتوا كالنجوم، لأنهم يثنون فقط على النصوص، وإن ركيكة…!
مجمل القول إننا بأمس الحاجة إلى ثقافة نقدية في عالم التواصل الاجتماعي، تقينا من الدجل والتدهور الأدبي الذي بدأ يختلط فيه الحابل بالنابل، وكأني بالنص الرديء يتساوى والجيد…
القضية متشعبة بلا شك، لها علاقة بسيكولوجيا التلقي والإبداع والقيم وثقافة الحرية وحرية التفكير…
فمتى نصل إلى ثقافة نقدية تتبنى احترام الرأي الآخر والانفتاح..؟
س هل تفكر بالقارئ أثناء كتابتك؟ وأي نوع من القراء يشغلك؟
أتوجه في الشعر إلى كل القراء، ولا سيما المتذوقون…
أما في الكتب الأكاديمية، فأتوجه إلى الطلاب والمثقفين والنقاد…
طبعا، يشغلني القارئ العربي المسكين الذي تكويه الحروب… وأحاول أن أنصره من خلال التوعية والتحريض ورفع قضيته…
س ما طقوس الكتابة لديك ؟ وهل هذه الطقوس تكون واحدة في كتابة الأنواع المتعددة التي تتقنها؟ أم أن لكل جنس أدبي طقوسه؟
أكتب حين أجد نفسي أمام قضية تهز وجداني، بصرف النظر عن مكان وجودي أو زمانه، ولا سيما أن الساحة العربية مفعمة بصور الموت والمعاناة… كالذي يحدث للشعب الفلسطيني الذي ينكل الإرهابيون الصهاينة به…
في الشعر هجرت القلم تقريبا لصالح الوسائل الحديثة…
س ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع؟
يحتاج المبدع إلى جهات رسمية تتبنى إنتاجه وتنشره وتسوقه.. ويحتاج إلى موضوعية في نشر إبداعه، ودعوته إلى أمسيات ومنتديات…
س مشروعك المستقبلي – كيف تحلمي بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟
لا أطمح بمنصب أو سلطة أو مال أو جائزة أو تكريم… صدقا، أنا بطبعي لا أرغب في الظهور إلا خدمة لقضايا المحرومين، مهما كانت جنسيتهم أو دينهم أو لونهم… لكني أطمح بأن يصبح شعري وكتاباتي وثيقة قانونية أو إنسانية، تدين الاحتلال الإسرائيلي، والظالمين…. وترميهم في سجون العار.
س أخيرا ما الكلمة التي تقولها في ختام هذة المقابلة؟
أحلم بوطن عربي معافى.. يسوده السلام والازدهار، ويخلو من القتل والتنكيل… أحلم بوطن عربي عاصمته القدس.. بعد زوال إسرائيل..
وأحلم بأن تعلق دواويني وأشعاري على أبواب المسجد الأقصى…
…طبعا أشكرك الاديب المصري أستاذ صابر حجازي على هذه المقابلة… ودمت حرا مبدعا…
شكرا لحضرتك
دمت حرا مبدعا أستاذ
واختم بهذا النص
قصيدة هجاء مجلس الأمن المنافق.. المتحيز لإسرائيل!
بقلمي د. أنور عبد الحميد الموسى
……………………………….
أَمِنَ الإحْسَانِ أَنْ يخبرنـــــــــــا
مجلسُ الأمنِ رُضوخًا وانتحارا؟!
أي عدل يرتجى منه وقــــــــــــد
حَفِظ التزويرَ نهجا ودمـــــــارا؟!
كم علمنا ما به من خلــــــــــــل
يهدم العدل ولا يشفي النهــــارا
ليس للعدل به منتفـــــــــــــــض
كلما لذنا به هَدّ وجــــــــــــــارا
كل حين بصقة حارقـــــــــــــة
ونفاق ساطع يطوي قــــــرارا
مرجع القوة فيه خدعــــــــــة
تحرق الحق إذا ما النهب دارا
ليس كالإبداع في نجدتــــــــه
عنفوان يرجع القدس جهارا
————