ادب وثقافة

رؤية ادبية لقصيدة” الحب في العصر الغادر “لـ صابر حجازى بقلم محمد الشيخ

يناير 18, 2018
عدد المشاهدات 2305
عدد التعليقات 0
رؤية ادبية لقصيدة” الحب في العصر الغادر”لـ صابر حجازى بقلم محمد الشيخ
…………………………
 
 
 
اولا :-القصيدة
الحبفي العصر الغادر
…………………………
(قصيدةلم يكتبها.. أوزيريس)
 
 
إيزيس*…
ياحب القلب الأوحدْ
ملعونٌ..هذاالعصر الزائفْ
ملعونٌ..هذاالخوف الراهبْ
والصامتْ
إيزيس..
ياحبي
قلبيأُنـهِك منذ الفرقة
حبٌصادق….. يذبح
تقتلة..
عجلاتألمادة
فيوحل ظلام جارف
سنظلنعاني الغربة
…. .. .. .. .. .. .
لكني
مازلت, أراكِ
برغمالبعدِ..
برغمعناء الترحال
حباًيصحبني
فيعصرٍ
يكفربالحبِ
صبحَ   مساءْ
فيعصرٍ يتحدى الشفقــة
يـذبحأغصــان البهجــة
يغتالمشاعرنا الصادقة
…الطفلة 
فالحبُّالأكبر
يهويفي قاع الهوّة
أويحيــا
مصلوباً
تخنقهالمادةْ
…. .. .. .. .. .. .
إيزيس
ياأطهر من دمعة
ياقطر ندىً
 ارتاح علي أجنحة الزهرِ
امتديفي القلب
كمئذنةٍ..
وأشيعيفي دربي
أبياتالشعر
فأنامنكِ … وإليكِ
وأنا
 يا عشقي
  إن  أمضِ
 فنهاية تجوالي..
أنت
…. .. .. .. .. .. .
إيزيس..
مازلتأراكِ
برغمالبعدِ..
برغمظلام اليأسِ
تطلينبشائر
منأعين كل الأطفالْ
مازلتأحس بأنكِ في دربي
حبّةحب أخضر
مازلتأرى في عينيكِ
الصبحالآتي الأطهر
لكنْ…
هذاالعصر الطاغي
 يغتال الشعر
يغتال..
ممالككل خيالْ
إيزيس……
سنظلنعاني الغربة
مادامالخوفْ
يسكن..
حتيالغرفة
والحقُّ
بهذاالعصر الزائف
باطلْ
والصدقبأعيننا..ذاهلْ
سنظلنعاني الغربة
ونحـنُّلتلك الليلة
أننرجع يوماً…
فيليلة صيفٍ وردية
نرشفقمر الليلِ
فيكأس خمرية
نأويْالحيرى
فيبيتٍ من أغصان الحرية
..  .. ..  ..  .. ..  ..  .
سنظلنحـنُّ لتلك الليلة
سنظل
نحـنُّلتلك
 الليلة
…………………………………..
 
ثانيا :-الرؤية
……………
نحن أمام لوحة شعرية  صاغها بإحساسصادق وحب كبير الشاعر المصري  الرائع أستاذصابر حجازي .
ولأن الفنون تتلاقي وتتقابل وتتلاقح فأنا أري هذا العمل ينتمي ضمنيا إلياتجاه فن الأداء التشكيلي (بيرفورمانس ) فالشاعر جزء من العمل داخل في كل تفاصيله .
الشاعر يستحضر إيزيس أسطورة الحب الكبير الفاتنة والساحرة الكبرى زوجةأوزوريس بصورة واضحة وكاشفة للحب الكامن في نفسه وقلبه نحو من يتسيد واقعة  الحبيبة / الوطن .
نحن أمام حالة تسيطر عليها شفافية ناظم القصيدة  ، الذي يحزن ويصب جام غضبته علي واقع يسطر عليهالزيف تحت سطوة خوف معلن  وآخر داخل الذات,رائع هذا الوصف في تقطيعه المدهش ,كأنما يذكرنا برحيل من نحب ,وافتقاد الحياة مبنيعلي ضياع المحبوب الحب كما أوزوريس المقتول غدرا , ورغم المصير عاش من قتل غدرا  .

ملعونٌ..هذا العصر الزائفْ
ملعونٌ..هذا الخوف الراهبْ
والصامتْ
إيزيس ..
يا حبي
قلبي أُنـهِك منذ الفرقة
حبٌ صادق….. يذبح
الشاعر يغني للحب ,ويخلص له ,ويتعب في إخلاصه  ,في مقابل عمليات جور العلن والخفاء, في ظلطغيان الماديات علي كل قيمة في الحياة .
تسفك دماء المحبين فتكون المحصلة النهائية للوضع والحالة  الوحدة القاتلة والاغتراب تحت عجلات الحياةالمتسارعة في إيقاعها الصاخب .
الاغتراب يلف الحبيبة / الوطن  ،فالحبيبة القريبة هي وطن بعيد عن المحبوب تصير جحيم الحياة .
الوطن متألق هو وطن ، يفتقر إلي مقومات ,يصير الوطن غربة والحياة كلهااغترابا .
الحبيب المؤمن بصدق القلب والمشاعر ,رغم أنات الشجن, برغم تنائي المسافاتووعثاء الرحلة ,يراها حبا كبيرا يصاحبه ,رغم عدم تصديق واقع يصل به إلي درجة عدماليقين التام .
ترتفع درجات الصلف لحد التحدي .. الذبح .. الاغتيال لكل المعاني الرئيسية..الفرح والصدق .
الحب قد يسقط في هوة جب أو يحيا مصلوبا تخنقه  ماديات الحياة .
يصور الشاعر الحبيبة / الوطن 
بالطهر مبرأة ومنزهة من كل عيب يشين .
بـ قطر الندي في الصباح الجديد يداعب الزهرات الجميلات والخضرة البديعةالتي تتألق في سنا ضياء الصباح .
الشاعر بالخفقان والطيران علي أجنحة طائر ,يرتفع بمشاعره ,وتسمو روحه, تحلقفي فضاءات الحب ,الذي يراه كمئذنه قاعدتها قلب المحب يرتفع من عليها صلوات فيمحراب قلب يخلص للبراءة والطهر .
يتدثر المحب بالكلمة في كامل بهائها وألقها ,الشعر يمنحنا الدفء يتدفأبأبيات الشعر, فالقصيدة من نبضه ,وإليها في كامل ألقها عشق ,ومآل مصير
الحبيبة / الوطن .
برغم البعد وسحب الظلام يراها تطل في بسمة البراءة من عيون طفل ، يلونالشاعر الحياة بلون ملائكة خضر     .
ينتظر الشاعر الصبح والإشراق رغم محاولات الانقضاض المستمرة علي الكلمة حتىفي رحم الخيال ويعاود الشجن والخوف والغربة تطل ويعاني الشاعر ويعاني ويعاني.
الشاعر يتمني أن تعود ليالي الحب بكل بهاء الورد وباذخ العطاء الوجدانيوتفرض الحرية نفسها أغصانا تظلل البيت الوطن / قلب الحبيبة .
نحن أمامشاعر كبير رسالته إنسانية سامية يرسخ لها في كل تصرفاته وأعماله وسلوكه 
……………………………………
محمد الشيح – كاتبواعلامي مصري

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى