صابرحجازي يحاور الكاتبة اليمنية نوال القليسي
أغسطس 05, 2021
عدد المشاهدات 480
عدد التعليقات 0
صابرحجازي يحاور الكاتبة اليمنية نوال القليسي
في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 179 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س: – كيف تقدمين نفسك للقارئ ؟
كاتبة يمنية ولدت في صنعاء عاصمة الروح اليمن ، اكتب الشعر والقصة ولي العديد من المقالات الادبية والاجتماعية نشرت في صحف محلية وعربية وعدد من المواقع الإلكترونية ، شاركت في عدد من الاستطلاعات حول قضايا المرأة والثقافة محليا وعربيا ، عضو إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، عضو نادي القصة إلمقة اليمن ولي عضوية في عدد من الأندية الثقافية داخل اليمن وخارجه ، حاصلة على العديد من شهادات التكريم في مجال الأدب والتدريب في عدد من الجهات العامة والخاصة وزارة الثقافة – وزارة الشباب والرياضة – أمانة العاصمة وغيرها ، مشاركة في العديد من المهرجانات والفعاليات الأدبية منذ العام ٢٠١٠ م . ناشطة ثقافية ولي اهتمامات أخرى بالتراث العربي واليمني على وجه الخصوص ، اتذوق النقد ولي ايضا عدد من القراءت الانطباعية حول عدد من الأعمال الشعرية والروائية والقصصية قدمت في نادي القصة إلمقة وغيرها من المؤسسات الثقافية اليمنية مؤسسة بيسمنت الثقافية وغيرها كما نشرت في عدد من الصحف اليمنية .
س: – أنتاجك الادبي : نبذة عنه ؟
انتاجي المتواضع صدر لي ديوان شعر بعنوان على قارعة الوقت في العام ٢٠١٨م يحوي عدد من قصائد النثر والتفعيلة ، وصدر لي موخرا مجموعة قصصية تحت عنوان أهلة تحت الظل من هذا العام ٢٠٢٠ م تضم قصص قصيرة ، وقصص قصيرة جدا ، وكذلك الومضة ، والاقصودة و كلاهما يغوص في النسيج الاجتماعي والأحداث المتسارعة في كل مجالات الحياة و يغترف مادته من النسيج المتشابك في علاقاته التفاعلية مع الآخر ولي حاليا مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان( شخوص) ولي مشروع كتابي أن امد الله في العمر يتضمن .. الرواية والقصة والشعر .
س :- متى بداتي في كتابة الشعر / القصة ؟ وهل وقف أحد مشجعا لكي على الاستمرار ؟ ومن هم الذين تاثرتي بهم في البدايات ؟
بدأت كتابة الشعر منذ أن كنت طالبة في الجامعة حينها بقسم اللغة الإنجليزية في العام ٢٠٠٨ م اما كتابة القصة جاءت متأخرة وسبق ذلك كتابة المقال حيث كانت بداياتي وانا طالبة في معهد اللغات العالمية للفتيات في العام ٢٠٠٤ م ونشرت في عدد من الصحف اليمنية كصحيفة بنت اليمن وصحيفة المرأة وصحيفة ٢٦ سبتمبر وغيرها من الصحف. بنسبة للتشجيع في المسار الادبي كانت بدايته من الأسرة من البيت تحديدا حيث كانت الوالدة رحمة الله تغشاها من أكثر المشجعين والمحفزين لي في الكتابة والنشر وعلى الصعيد العملي والخارجي فلا استطيع أن أنكر دور الأديب والناقد والباحث اليمني المعروف زيد الفقيه أمين عام نادي القصة إلمقة ووكيل الهيئة العامة للكتاب لقطاع التوزيع والنشر بوازة الثقافة فقد كان الأب والزوج والمرشد والدافع والمحفز وله دور كبير بل واساسي في مشواري الثقافي والفكري من حيث المراجعة والتدقيق والتصحيح اللغوي ومساعدتي في بعض اللمسات الفنية والاخراجية والنشر .
أما بنسبة لمن تأثرت بهم .. التأثر يعد متلازمة ضرورية في مسيرة الكاتب مالم فهو ينفي حبه للمطالعة والقراءة وفي اعتقادي أن لكل كاتب مبدع بصمته الخاصة به ولكن التثقف والمطالعة جزء من هوية الكاتب وجزء ايضا من صقل موهبته وتنمية مداركة الفكرية من أجل الكتابة والإبداع ، لا اخفيك تأثرت كثيرا بتيارات الحداثة والأدب العربي المعاصر على وجه الخصوص وفي نظري هو امتداد للحركة الفكرية ومدارسها وتياراتها المتعاقبة وأتى موخرا يواكب هذا التسارع الزمني في معطاه الفكري والعلمي ، والذين تأثرت بهم أمثال محمود درويش ، أدونيس ، عبدالوهاب البياتي ، امل دنقل ، محمد الماغوط ، انسي الحاج ، عبدالعزيز المقالح ، بدر شاكر السايب ، إلياس لحود وغيرهم من شعراء وادباء تيار الحداثة .
س : – ارهصات الكتابة الاولية – هل تذكر منها شئ ، وكيف كانت رحلة اصداركم الشعري الاول .. ؟
تعد الكتابة تعبير عن الرؤى الشخصية وماتحتويه من انفعالات وماتكشف عنه من حساسية تجاه التجارب الإنسانية ، واي كاتب لابد أن يمر بهذه الارهصات وان صح التعبير ارهصات ماقبل الولادة الشعرية ، بنسبة لرحلة اصداري الشعري الاول فقد اتحوى على ٥٣ نصا شعريا وفي مجملها قصائد نثرية تعبر عن العوالم بطريقة موغلة في الشعرية والتخيل حيث تحدثت في المجمل عن قضايا المرأة ، وويلات الحرب ، وقضية العولمة وحوكمتها على الإنتاج الفكري والثقافي وقضايا الوجود وعلاقتها المطلقة بخالق هذا الكون ، كما جسد ديوان على قارعة الوقت مبادئ السلام والتعايش ونبذ التطرف العقائدي والفكري ، والبحث عن ملاذ يخرجنا من ظلمة الحرب إلى فجر الحياة المشرق بوطن أمن مستقر .
س : – كيف تحدث من واقع تجربتكم حالة المخاض الشعري للقصيدة أو القصة على الورق ؟
في اعتقادي أن هناك تمازج جميل مابين القصيدة الشعرية وذات الشاعر وهذا التمازج الجميل المزركش ينتج عنه نص شعري حيث يأخذ الشاعر الآخرين من خلال قصائده إلى عوالمه المتوغلة في الاحساس والشعرية ، أما بالنسبة للقصة فهي عبارة عن تمازج كتابي يدور بين القاص وابطال قصصه ينتج من خلالها نص مفتوح أو قصة قصيرة أو ق . ق . ج ، أو قد يبدع بحبكات سردية ويغوص أو يعترف من التراث العربي القديم والمعاصر لينتج مايسمى الومضة أو الاقصودة أو غيرها من فنون كتابة القصة فالمخاص سوا في الشعر أو القصة هي عبارة عن عملية تكاملية مشتركة بين الشاعر والقصيدة ، والقاص والقصة .
س :- انت عضوه في العديد من المنتديات الثقافية والأدبية ولك موقع خاص بك – فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل بين الأديب والمتلقي ؟
نعم استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل بين الأديب والمتلقي فلا يستطيع أحد أن ينكر دورها في تقديم خدمة للتفاعل الفكري والاطلاع على منجز الآخرين ، فهي أداة نتجت عن رغبة الإنسان العصري في إيصال المعلومة بشكل أسرع وعلى أوسع نطاق ولكن هناك معضلة قائمة أن أمة اقراء لا تقراء مقارنة باجيال سابقة لذا يجب أن يعي المواطن العربي اهميئة القراءة ويطالع سوا من الشبكة العنكبوتية اذا كانت متاحه له أو من الكتاب الورقي اذا كان في متناول يده https://web.facebook.com/nawal.alqlaisi
س : – هل ترى أن حركة النقد على الساحة الأدبية اليمنية الان – مواكبة للإبداع ؟
هناك نقاد على درجة عالية من الوعي والنضج والدراية الكاملة بأدوات النقد وصوره وأشكاله المختلفة ومختصين في اللغة العربية أمثال الكاتب اليمني الاستاذ عبدالباري طاهر ، والدكتور عبد الواسع الحميري وكذلك الناقد والباحث الاستاذ زيد الفقيه وقله قليله من النقاد اليمنيين ، اما الآخرون فليست لهم سوى قراءات انطباعية ونتمنى أن حركة النقد تشهد موخرا في المشهد اليمني وجوه جديدة يتصفون بالموضوعية في النقد وعلى أسس ومعرفة متمحصه بالنقد واساسياته ، ونستطيع أن نخرج بخلاصة أن الشعر والسرد متقدم عن النقد في اليمن ونأمل أن تكون هناك مدارس نقدية معاصرة في اليمن تتسم بالموضوعية النقدية .
س/ المشهد الثقافي الادبي الحالي في اليمن – كيف هو ؟
المشهد الثقافي الادبي مثقل بالماسي والآلام التي يدمي لها القلب فنحن قابعون لما يقارب السنة السادسة على التوالي تحت نيران الحرب متاثرون بما حصدت الحرب من ضياع وشتات في شتى جوانب الحياة وهناك عدد من الأعمال الروائية والقصصية والشعرية التي عبرت في نصوصها عن مايدور من مآسي وضجيج وضياع جراء الحرب وويلاتها كارواية فندق للروائي سمير عبدالفتاح ، ورواية الثائر للروائي محمد الغربي عمران ورواية ارض المؤامرات السعيدة للروائي وجدي الاهدل ، والمجموعة القصصية مفاتيح للقاص زيد الفقيه ، وفاتحة الوعي وسفر الاحلام للشاعر محمد الاشول ، وديوان على قارعة الوقت ، واهلة تحت الظل مجموعة قصصية لنوال القليسي ، وأحذية ورمال مجموعة قصصية مروان الشريف وغيرها من الأعمال الأدبية التي صدرت في كنف الحرب وضبابية المشهد في اليمن .
س : – مشروعك المستقبلي – كيف تعملي به – وماهو الحلم الأدبي الذي تسعي إلى تحقيقه ؟
مشروعي المستقبلي الذي احلم به يتبلور في محورين أساسيين هما القراءة والكتابة فالكاتب هو مفاد خلاصة تجارب إنسانية وانفعالات عاطفية تجاه مايدور حوله ويحتاج بشكل مستمر إلى المطالعة والقراءة لصقل إبداعه وموهبته والتشبع والاغتراف من مناهل الادب ومشارب التراث والفكر الانساني وهذا مااسعى إليه مستقبلا بالإضافة إلى الكتابة وصقلها واستمراريتها سوا في كتابة المقال أو القصيدة النثرية أو القصة القصيرة ، مشروعي المستقبلي لايزال قريب بعيد نوعا ما لكني أسعى لتحقيقه من خلال أعمال روائية تناقش الواقع وقضاياه وتتمفصل وتغوص في أعماق وخبايا وشعاب المجتمع اليمني وتراثه الإنساني والحضاري .
س : – ماهي مشاكل المبدعة اليمنية ؟ وماهي الأسباب التي قد تؤدي إلى عرقلة العملية الإبداعية والتأثير السلبي عليها ؟
مشكلة المبدعة اليمنية أنها لازالت تعيش تحت وطأة مجتمع ذكوري وعرف قبلي ساد هو من يحكم واقع الحياة اليمنية إلى حد كبير بالإضافة إلى عوامل أخرى لها تأثير سلبي في عرقلة العملية الإبداعية للمرأة اليمنية منها نقص الوعي الكافي بأهمية إشراك المرأة في نواحي عدة منها الثقافة والإبداع كون المرأة اليمنية جزء لايتجزء من تكوين تراث وحضارة هذا الشعب الضارب في عصب التاريخ والثقافة منذو الآلاف السنين بالإضافة أيضا إلى تدني المستوى التعليمي في عدد من النواحي والعزل والقرى إضافة إلى الآراء التقليدية حول اقصار دور المرأة في بعض الأدوار التقليدية وعدم إشراكها في مجالات الإبداع الأدبي بالإضافة إلى غياب دور التحفيز والتشجيع الكافي من قبل الدولة والجهات المختصة لرعاية ابداع الاديبة اليمنية هذه العوامل وغيرها توثر بشكل سلبي على مسار الابداع للمرأة اليمنية .
س : – لنتوقف قليلا عن الأسئلة ودعينا ننصت إلى قصائد مختارة من كتاباتك ؟
سوف اختار عدد من القصائد اتمنى أن تنال ذائقك المتلقي ومنها …
(١)
امرأة واحدة ،
تغسل الأرق
وطن واحد ،
يلغي الشتات
قصيدة واحدة ،
تحتوي المشهد
رجل واحد ،
يمنح السعادة
وردة واحدة ،
تكمم كل العبارات
دخان واحد ،
يحرق الصمت
أغنية واحدة ،
تلملم أشلاء الروح
حبيب واحد ،
يجمل الحلم
(٢)
في زركشات ثياب الصبايا
يلون العيد ابتهاجات الصغار
يتحلق في فضائنا العناق
بين جدتي وحفيدها …
وأخي وجارنا البسيط
في حينا الهامشي
(٣)
الأدلجة
سمك لا يحتسى من كأس
أو ينفث كما تنفث الأفعى سمها
سمك يتوغل في دهاليز العقول
المشبعة بتوابل الخرافات
وطلاسم الأساطير المعتقة
(٤)
عارية الملامح ..
بمزاج قهوة ..
غارقة في الوهم ..
تشذب الموت ،
وتلقي بأسراب
الطيور إلى الهاوية .
(٥)
متى أرى الفجر !
أرهقني الليل المكبل
بمشاهد الموت
وضجيج الشتات ..
والأماني الضائعة .
س/ المرأة من الفئات المهمشة داخل المجتمعات العربية فهل عانيت كامرأة مبدعة من ضيق المساحة لك إبداعيا ؟
بشكل عام المرأة العربية و اليمنية قادرة على المشاركة والعطاء والإبداع الا انها لازالت تعاني من التهميش وتحتاج إلى مساحة أوسع لتقدم إبداعها بنسبة لي رغم مشاركتي في العديد من الفعاليات والموتمرات الشعرية و الثقافية والامسيات القصصية والندوات التوعية حول التراث واهميته والنشر في عدد من المواقع الإلكترونية محليا وعربيا والصحف الورقية الا اني ارى أنه لابد من التحفيز والتشجيع والمساندة لكل المبدعات العربيات واليمنيات على وجه الخصوص كما يجب التخلى عن الاناء وكذلك التوصيف الذي لاصلة له بالابداع والكتابة كا التوصيف الذكوري أو تاء التأنيث لان الابداع والفكر والكتابة هي عبارة عن حالة إبداعية متناهية في الغوص والتوغل في الشعرية والحبك السردي وقائمه على مرتكزين وخصوصا الادب المعاصر هما نضج الفكرة في الطرح والمعالجة والبعد الجمالي والفلسفي للنص .
س :- ارجو الا أكون قد ارهقتك بالأسئلة ؟ واخيرا ما الكلمة التي تحبي أن تقوليها في ختام هذه المقابلة ؟
لا على العكس تماما سعدت بهذه المقابلة شاكرة لك الأديب المصري الاستاذ صابر حجازي على إتاحة الفرصة لي في الحوار والحديث عن مجريات المشهد الثقافي والابداعي مع خالص تقديري لشخصك الكريم
كلمة أخيرة اود قولها في هذا اللقاء نحن في البلدان العربية بحاجة إلى ثورة فكرية ثقافية تعي جيدا دور المثقف واهميته وتساهم بدور فاعل في نشر الوعي المجتمعي وخلق مساحات أوسع للإبداع والاهتمام بالتراث والهوية الفكرية والإنسانية والحضارية لشعوب العربية واتمنى أن تنتهي نيران وويلات الحروب في المربع القابع تحت مظلة الحرب والشتات والضجيج المجتمعي ومن ضمنها بلدي اليمن وان تنشر ثقافة السلام والتعايش المجتمعي والفكري لان الثقافة هي جسر التواصل والاتصال مع الآخر . ونبذ العقائديه والطائفية والتطرف والقتل والدمار ومحاربة القبح بالجمال .
شكرا كثيرا ..
————
الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
– اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية
– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
-عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة