الزبيدي: الكيان السياسي الجنوبي حلم شعب الجنوب، وكل القوى الثورية الجنوبية مجمعة على تأسيس كيان جنوبي لكافة شعب الجنوب ليقرر مصيره بنفسه
يناير 04, 2017
عدد المشاهدات 1519
عدد التعليقات 1
حاوره / حسين حنشي
في نهاية عام (متطرف)، على كل المستويات، في العالم ككل، برزت فيه الحركات المتطرفة وأعمالها. وبرزت خلاله نتائج انتخابات في أقوى الديمقراطيات بالعالم أنتجت وجوها وأحزابا متطرفة أتت إلى الحكم، وفي وضع محلي غاية بالتطرف سيطرت فيه جماعة راديكالية على مقاليد البلد، وبرزت فيه حوادث لجماعات إرهابية على ترابنا، وكانت فيه انتكاسات عربية.. برزت بعض الوجوه المبشرة، وإن اختلف حولها الجميع أو اتفق.
وكان لابد في العدد الأول لصحيفة (المرصد) أن نرصد أبرز الشخصيات المؤثرة محليا، وما قامت به وخططها للمستقبل.
السيد عيدروس الزبيدي الثوري المقاتل والسياسي والتنفيذي، أحد تلك الوجوه، وهو يشغل حاليا منصب محافظ العاصمة المؤقتة عدن، وسياسيا يعد زعيم تيار سياسي جنوبي يسعى، حسب قوله، لاسترداد حقوق الجنوبيين بلغة السياسة وحسب مقتضيات المرحلة وبصورة قانونية، يعترف بها العالم، بعد عقد من النضال الثوري خارج أدوات الدولة.
في هذا اللقاء يفتح السياسي الكتوم والمثابر محفظة ذكرياته وأجندته المستقبلية للصحيفة ليشرح كيف كوّن الفرق المقاتلة قبل الحرب، وكيف أتى إلى المنصب، وما هي خطواته المستقبلية.
نضع اباته عن الأسئلة الدائرة حوله.. فإلى التفاصيل.
النضال ضد الغزو الحوثي
– كيف أسهمت الفرق التي كنتم تدربونها طوال السنوات الماضية في هزيمة الحوثيين وقوات صالح؟ وهل كانت تشكيلاتها تضم الجميع من أبناء المحافظات الجنوبية؟
= أولا نشكر القائمين على صحيفة (المرصد) لاستضافتنا بالعدد الأول للصحيفة.
وبالنسبة لمساهمة المقاومة الجنوبية في الوقوف ضد المليشيات الحوثية والمخلوع صالح، فهذه القوى التي تم تدريبها وإعدادها هي كانت لمقاومة قوات المخلوع صالح والمليشيات الرافضية التي قامت باحتلال الجنوب في عام 1994م والتي تتحكم بالسلطة منذ تلك الفترة في كافة مفاصلها والتي تحولت في عام 2015م إلى أداة وشرطي للمشروع الفارسي بالجزيرة العربية.
وكانت القوات التي تم تدريبها من المقاومة الجنوبية تحتنض كافة أبناء المحافظات الجنوبية بلا استثناء.
– ما هو (سر الإيمان) الذي جعلكم تقاتلون الحوثي بهذه الضراوة، وما هو إيمانكم المطلق بقدرتكم على الانتصار رغم ما حشده الغزاة من قوة؟.
= سر الإيمان بالانتصار هو إرثنا العقدي السني، المنبثق من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة. أما ثقتنا بالانتصار فهي نابعة من عقيدتنا القتالية والتدريبية ضد قوات المخلوع والمليشيات الرافضية التي اعتدت على الأرض والعرض والدين، وسيطرت على كافة مفاصل السلطة بالقوة، وأيضا للخطر الذي تشكله هذه المليشيات على كافة مناحي الحياة.
تسلم المنصب
– كيف جاءت فكرة تسلمكم منصب محافظ عدن، وما دور الرئيس هادي في إقناعكم بقبول هذا المنصب؟
= جاءت فكرة تسلمنا منصب محافظ محافظة عدن بعد الانتصار الأول الذي حققناه في محافظة الضالع, ضد مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح, تم التواصل معي ولأول مرة مباشرة من الرئيس هادي، وبارك الانتصار الذي غير مجريات المعركة العسكرية, أضف إلى ذلك تواصلنا المباشر مع قوات التحالف العربي التي قدمت كل الدعم لنا، بما فيه تشجيعنا على تسلم السلطة بعدن.
وقد كان أول لقاء لنا مع الرئيس هادي عند عودته إلى عدن بعد الحرب وتحرير عدن مباشرة، وكان هذا اللقاء بفندق القصر, وتم استدعاؤنا للتشاور معنا، وألح علينا بالوقوف إلى جانبه في المعركة المصيرية لاجتثاث قوات المخلوع والمليشيات الحوثية، وهذه كانت البداية لعرض تسلم السلطة في عدن, بعد ذلك تم عقد لقاء آخر في المملكة العربية السعودية مع الرئيس وبحضور الشهيد اللواء جعفر محمد سعد (رحمه الله), رأى الرئيس هادي أن يكون اللواء جعفر هو المحافظ لمحافظة عدن خلال الفترة الأولى بعد التحرير، وأنا بدوري باركت توجيهات الرئيس بتكليف اللواء جعفر لهذا المنصب بكل سرور.المرصد
– هل كنتم تعلمون حجم التحديات التي كانت تواجهكم، وهل كانت هناك خطة ما لإصلاح الوضع الصعب حينها؟
= كنا نعلم حجم التحديات وندرك خطورة المرحلة التي تمر بها عدن بشكل خاص والمناطق المحررة.. ولكن حبنا للدفاع عن عقيدتنا السمحة وحبنا لوطننا ولشعبنا ووفاء لشهدائنا.. دفعنا للاستمرار بالتحدي، وقبلنا منصب المحافظ بعد استشهاد اللواء جعفر, وتم إصدار قرار جمهوري من الرئيس بدون الرجوع إلينا، كون الرئيس يعرف أننا أعطيناه عهدا بأننا سنكون سنده وإلى جانبه في السلطة وخارجها, إضافة إلى دعوة أبناء عدن ومناشدتهم لنا، ولم تكن توجد أي خطة مسبقة لإصلاح الوضع، وأتينا لإنقاذ الوضع في عدن بشكل استثنائي.
النضال ضد الإرهاب
– الملف الأمني كان أبرز التحديات، كيف تم النجاح فيه على الرغم من عدم وجود أجهزة دولة حينها؟ وهل تم بناء أجهزة أمنية حقيقية يمكن الاعتماد عليها؟
= عند مباشرتنا مهام السلطة في عدن كان الملف الأمني ومكافحة الإرهاب أبرز تحدياتنا، وهذا الملف لن يستطيع أي شخص أو مجموعة مواجهته في هذه الظروف، ونحن قبلنا به لأنه يوجد لدينا رجال أشداء ومدربون من أبناء المقاومة الجنوبية، ويمتلكون أسلحتهم الشخصية وقناعاتهم القتالية وعقيدتهم الثابتة للحفاظ على الأرض والعرض والدين.
أما بالنسبة لبناء الأجهزة الأمنية فهذا يتطلب جهود الحكومة والرئاسة وقوات التحالف.
– ما تقييمك لما تحقق حتى الآن في الملف الأمني؟ وماذا تقول عن التشكيلات الأمنية في عدن، ومدى التنسيق بينها؟
= كل ما بذلناه هو في مجال مكافحة الإرهاب فقط، وما تحقق هو الشيء اليسير فقط، وهذا تم بدعم ومساندة وتدريب من قبل قوات التحالف وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة.
حتى الوقت الحالي لا يوجد أي نشاط لأي أجهزة أمنية أخرى غير شرطة عدن بقيادة اللواء شلال علي شايع تعمل إلى جانبنا، ومساندة قوات التحالف، مع العلم بأن الأجهزة الأمنية الأخرى لم يتم ترتيبها حتى الآن.
– هل هناك خطة ما لمجابهة الخطة الأمنية المنفردة فيما يخص الانتحاريين، وهل هناك اتجاه لإيجاد نظام تدوير المعلومة بين الأجهزة الأمنية في عدن؟
= لكوننا نحن في العاصمة عدن لازلنا نقوم ببناء أجهزة السلطة والأمن بمساعدة ودعم الأشقاء الإماراتيين، نعمل جاهدين على تدريب وتأهيل وإعادة تأهيل ضباط وجنود وصف ضباط الأجهزة الأمنية للقيام بواجبهم الأمني ووضع الاستراتيجيات الخاصة بمكافحة الإرهاب إلى جانب الأشقاء في التحالف العربي.
الملف السياسي
– من المعروف أن الشأن السياسي الجنوبي وتحقيق ما يصبو إليه الشعب كان أحد أهم أسباب قبولكم بمنصب محافظ العاصمة، كيف تنظرون إلى تسلم القيادات الجنوبية الثورية مناصب سيادية، وبماذا سيسهم ذلك؟
= أتت اللحظات الحرجة التي تسلمنا فيها مناصب سيادية حبا ووفاءً لشعب الجنوب وقضيته العادلة والمصيرية، ومشاركة القيادات الجنوبية في السلطة هو واجب ديني وأخلاقي ووطني للوقوف إلى جانب قوات التحالف العربي والشرعية بقيادة المشير عبدربه منصور هادي.
– الكيان السياسي الجنوبي.. ما هو أفق نجاح هذا الكيان الذي استبشر به الجميع، وأين وصل؟
= الكيان السياسي الجنوبي هو حلم شعب الجنوب، وكل القوى الثورية الجنوبية مجمعة على تأسيس كيان جنوبي لكافة شعب الجنوب ليقرر مصيره بنفسه.
– ما هي فلسفتكم للشأن الجنوبي السياسي في السنوات المقبلة؟
= نطمح ونتطلع في السنوات المقبلة لأن نكون شريكا وعضوا فاعلا في مجلس التعاون الخليجي، وعضوية دائمة ومستمرة فيه، يتطور إلى اتحاد إن شاء الله، كون ثقافتنا ونسيجنا الاجتماعي وعقيدتنا السمحة واحدة على نهج الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح, ونصبح رافدا قويا لأشقائنا في الخليج.
– كيف تقيم تعاون إدارة الرئيس هادي وحكومة بن دغر معكم كقيادة للعاصمة المؤقتة في جميع الملفات؟
= نتطلع إلى دعم العاصمة عدن من قبل الرئيس هادي ورئيس الوزراء بن دغر في جميع الملفات وأولها إعادة الإعمار واستكمال بناء القوات المسلحة والأمن، ونحن على ثقة بالرئيس ورئيس الوزراء بأنهم سيولون للعاصمة عدن الأولوية في جميع المجالات.
كلمة أخيرة
نشكر دول التحالف العربي على كل ما قدمته في المجالات الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب والمجالات الخدماتية والإغاثية والإنسانية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان، والإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد (حفظهم الله).المرصد