مقابلات

جعجع : الجيش سينهي وجود «داعش» ونصر الله يعطي الدولة من جيبها

يوليو 30, 2017
عدد المشاهدات 9383
عدد التعليقات 0
بيروت – وليد شقير 
أكد رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الجيش اللبناني هو الذي سيتولّى عملية إخراج «داعش»، من جرود القاع ورأس بعلبك وقال أنه لا يعتبر المعارك التي خاضها «حزب الله» في جرود عرسال «انتصاراً بل حلقة في سلسلة المعارك التي يخوضها منذ 6 سنوات في الداخل السوري لمصلحة بقاء بشار الأسد».
وأشار جعجع في حديث الى «الحياة» إلى أن «الذي يؤخر قيام دولة فعلية، هو وجود حزب الله بالشكل الذي هو فيه، ومصادرته القرار الاستراتيجي». وأوضح أن حزبه «مع تأجيل الانتخابات الفرعية وإجراء الانتخابات العامة لأن الفترة الفاصلة ليست طويلة ولسنا متحمسين لها بكل صراحة».
وتناول الحديث مع جعجع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن وعودة النازحين السوريين الى بلدهم.
وهنا نص الأسئلة والأجوبة:
> حين قلت أن معارك عرسال إيجابية للقرى الحدودية لكن لها تداعيات على مشروع الدولة. ماذا قصدت؟
– قصدت ما دوّنته على «تويتر». في نهاية المطاف الأساس هو وجود دولة فعلية في لبنان، طالما أن «حزب الله» موجود بالشكل الذي هو فيه، من سابع المستحيلات أن تقوم دولة فعلية. وشغلة بالطالع وشغلة بالنازل، هذه تكتيكات لا تؤدي إلى مكان. إذا تكلمنا موضوعياً، الليلة أو غداً أو بعد أسبوعين، أهالي عرسال ورأس بعلبك والقاع، نعم، سينامون مرتاحين أكثر، لكن هذا ليس موضوع البحث، بل الوضعية اللبنانية كلها.
> لماذا قلت ماذا ينفع لبنان أن يربح الخلاص من جيب المسلحين وأن يخسر نفسه؟
– لا شك في أن الخلاص من جيب «النصرة» على الحدود بين لبنان وسورية، بالمطلق نعم نتيجته ايجابية. لكن يجب ألا نخلط هذا الموضوع مع مشكلة لبنان الأساسية، التي هي تأخر قيام دولة فعلية في لبنان. الذي يؤخر قيام دولة فعلية، هو وجود «حزب الله» بالشكل الذي هو فيه، ومصادرته القرار الاستراتيجي.
> الـــســيد حسن نصر الله قال إنه جاهز لتسليم الأراضي التي حررها الحزب للجــيش اللبناني. وأهدى النصر على الإرهابيين إلى كل اللبنانيين. واللواء ابراهيم كجهة رســمية فاوض «النصرة»… أليس هذا دور مهم للدولة؟
-لا لا لا، السيد حسن نصر الله إذا أراد أن يهدي اللبنانيين «شغلة بتحرز»، ليهد سلاحه إلى الجيش اللبناني وينصرف للعمل السياسي، مثلما فعلنا كلنا. أصلاً هذه الخطوة متأخرة 27 سنة. وحان الوقت لأن تحصل. أما أن يستمر بتركيبته وبمصادرة القرار وعلى الهامش يقول أنا قمت بمعركة في جرود عرسال، والجيش اللبناني، مثلاً، كان يرى أنه ليس مهماً أن تحصل أو لا. الجيش كان يعتمد تكتيكاً آخر في ما يتعلّق بجيب «النصرة» على الحدود مع سورية. وكان يعتبره جيباً معزولاً في الزمان والمكان ليست لديه قدرة أن يلحق أي ضرر. لماذا نقدم خسائر بشرية ونذهب إلى قلب الجرود؟ فليبقَ معزولاً أينما هو. هذا الجيب أصلاً كان عدده 2000 مقاتل في السنوات الـ3 الأخيرة. انخفض قبل المعركة إلى حوالى الـ1000 مقاتل. وخلال سنة أو سنتين كان سينتهي تلقائياً. هذه وجهة نظر. والنقطة الأساسية المهمة وجود دولة في لبنان أو عدم وجودها.
 
هذا ما صعّب أمورنا
> هل لديك شعور بأن لدى الدولة عجزاً أمام نفوذ الحزب وإيران في البلد؟
– لا ليس لدي هذا الشعور على الإطلاق، لكن لدينا شعور كـ «قوات لبنانية» بالمسؤولية وبأنه يجب أن نعمل لتصويب الأمور، من دون أن نكلف البلد والشعب اللبناني أثماناً باهظة. بعض الغلاة والرؤوس الحامية يعتقد أن الأمور تحل بالأصوات العالية وبلسعات دبابير مستمرة. هذه الأمور تفاقم الأزمات، على غير هدى، ونحن لسنا من هواة مفاقمة الأزمات، وإلا كنا ربحنا شعبية أكبر بكثير لكننا نتصرف بمــــسؤولية. ربما هذا ما صعّب أمورنا خلال 35 سنة من حياتنا السياسية. كنا دائماً نحاول أن نتصرف بمــسؤولية، مثلما حصل في «اتفاق الطائف». لم يكن شعبياً أبداً تصرفنا بمسؤولية لأننا شعرنا بأن هذه الطريقة الوحيدة لأنهاء الحرب اللبنانية. اليوم يحصل الأمر نفسه حول قيام الدولة. إذا كانت قصة مزايدات يمكننا من اليوم حتى الغد أن نقول أدبيات ضد «حزب الله» ، لكن هذا كله لا يفيد. ما يفيد هو العمل الدؤوب والصامد بهذا الاتجاه.
> هل تلمّح إلى البعض من «14 آذار»؟
– «14 و 8» و «من جميعو».
> أليس ذكاء من الحزب أن يعطي الدولة أدواراً، فيخوض الجيش المعركة ضد «داعش»؟
– يعطي الدولة من جيبها، هذه الأدوار هي أصلاً للدولة وهو يصادرها.
> ما يحصل هو تكريس للمعادلة الذهبية حول الجيش والشعب والمقاومة…
– ولا يوم قبلنا أن نعترف بهذه المعادلة. المعادلة الذهبية الوحيدة هي شعب ودولة وجيش. ما تبقى نكون نزج أنفسنا بمجهول ما بعده مجهول. عندما تذهب بمعادلة جيش وشعب ومقاومة، تنتهي في نهاية المطاف بجيش وشعب ومقاومات وليس مقاومة. أين يصبح لبنان؟ لأننا نتصرف بمسؤولية لا نذهب لهذا البعد ولكن إذا أردت أن تتصرف بهذا المنطق أي جيش وشعب ومقاومة، عال، لماذا لا تعمل كل الناس مقاومات؟
> هل تخافون من استثمار «حزب الله» وفق قول السيد نصر الله النصر الكبير، في التركيبة الداخلية؟
– لا و «لا شوي». نحن لا نعتبره انتصاراً. نعتبره حلقة في سلسلة المعارك التي خاضها الحزب ويخوضها منذ 6 سنوات حتى اليوم في الداخل السوري لمصلحة بقاء بشار الأسد. وطاول القرى الحدودية اللبنانية collateral advantage. عندما ينوي «حزب الله» فعل أي شيء لمصلحة الشعب اللبناني والجيش، أفضل شيء يفعله هو أن يسلّم سلاحه للدولة وتصبح لدينا دولة وحيدة، القرار الاستراتيجي لها.
> السيد نصر الله نفى أن يكون القرار بالقتال إيرانياً أو سورياً، بل هو قرار ذاتي، على رغم ربط الكثير من تحليلات المعركة بالظرف الإقليمي.
– كل قتال «حزب الله» في سورية، هو من أجل الدفاع عن نظام بشار الأسد، أذكر الجميع أن القتال بدأ قبل أن يكون هناك لا «داعش» ولا «النصرة» في سورية. وبدأ بحجة الدفاع عن المقامات الدينية، مقام السيدة زينب وغيره. لكن كما أظهرت الأحداث، إذا افترضنا أن القتال بدأ للدفاع عن المقامات الدينية، هل يمكنك أن تجيبني أي مقام ديني موجود في حلب، ليكون «حزب الله» شارك بهذا الشكل الفاعل بالمعارك فيها؟
قتال «حزب الله» في سورية هدفه الأساسي، الدفاع عن نظام بشار الأسد. بأي سياق يأتي؟ – نقطة ارتكازه، النفوذ الإيراني في سورية وما هو أبعد من سورية. بعض الشيء في لبنان وبعض الشيء في العراق.
في الجوهر هذا هو الموضوع. الهجوم على «النصرة» على الحدود اللبنانية، يأتي في هذا السياق وليس في سياق أولويات لبنانية. إذا كان في سياق الأولويات اللبنانية، فالخطوة الأولى هي حل كل التنظيمات المسلحة خارج الدولة، ووضع أسلحتها مع الجيش اللبناني وإعادة القرار الاستراتيجي للدولة.
> أليس لديك شعور بأن مطلبكم بتحييد لبنان عن الحرب في سورية غير واقعي وأن الفصل بين المسارين مستحيل لمجرد أن الحدود مفتوحة؟
– لا. يمكـــنها ألا تكون مفـــتوحة بين لبنان وسورية. في لبنان ما زال هناك الحد الأدنى من الدولة قائماً، وهي قادرة أن تضبط حدودها ولديها معابر شرعية، ولكن للأسف لا أحد يولي هذا الأمر أي أهمية. والاختراق الوحيد الذي يحصل على هذا الصعيد، هو الطرق المفتوحة من جانب «حزب الله» باتجاه سورية، ويقولون إنها لأسباب عسكرية وأمنية.
> قلت إن الجيش كان يعتبر أن معركة عرسال ليست مهمة، لماذا هو من سيقود المعركة ضد «داعش» إذاً؟
-لأن المعركة فتحت فوق، ووفق معلوماتي نعم، الجيش هو من سيقود المعركة ضد «داعش» لأن نقاط تمركز «داعش» كلها في الأراضي اللبنانية، وبالتالي من الطبيعي أن يخوض المعركة بينما المعارك التي خيضت مع «النصرة» هي قسم في الأراضي السورية وقسم في الأراضي المتنازع عليها وقسم صغير في الأراضي اللبنانية.
كان هناك وضع قائم على الحدود بين لبنان وسورية، لم يعد قائماً بحكم الهجوم الذي قام به «حزب الله» ضد جماعة «النصرة» في سياق الحرب التي يخوضها في سـورية وليس بأي سياق آخر، ولو كان فعــلاً في ســياق آخر، هناك أولوية قبل الهجوم على «النصرة» هي أن يــساعد الدولة اللبنانية على النهوض. الأمر الذي يرفض «حزب الله» القيام به.
وطالما أن الوضع الذي كان قائماً لم يعد كذلك، وهناك تغيير في الخطوط، من المؤكد أن الجيش اللبناني هو الذي سيتولّى عملية «داعش»، خصوصاً أن المناطق التي فيها «داعش» كلها لبنانية.
> كنتم تطالبون باستراتيجية دفاعية لدمج سلاح «حزب الله» بالدولة والآن صرتم تطالبون بحل الأجنحة العسكرية؟
– طبعاً. هذا هو الموضوع. نعم. هذا مطلبنا الدائم والمستمر.
 
أميركا ونفوذ إيران
> هناك من يقول إن إيران سلمت بإبعادها عن الجنوب السوري، وأن الأميركيين بعد اتفاقهم مع الروس غضوا النظر عن امتداد النفوذ الإيراني من دمشق إلى القلمون وأن الأميركيين مع ضرب «النصرة» و «داعش» وطهران أحسنت التوقيت. ما رأيك؟
– لست من هذا الرأي، لأن النفوذ الإيراني في المنطقة كما هو، بنظر الإدارة الأميركية الجديدة، غير مقبول وغير محمول.
> ماذا يمكن الإدارة الأميركية فعله، لمواجهة هذا النفوذ؟
– هذا بحث آخر، لا أعرف ما ستفعله. ولا أعرف إذا هناك أحد يعلم. ولكن المؤكد في المبدأ أنها ضد هذا النفوذ.
> قلت إن عـــودة النازحين تقوم على معطيات بأن وضع سورية سيستقر على تقسيمها لمناطق نفوذ مثل لبنان (خلال الحرب)، بعد الاتفاق الروسي- الأميركي حول الجنوب. ألا تعتقد أن تقاسم النفوذ يؤسس لاستمرار الحروب؟
– قضية النازحين تتطلب قراراً واضحاً ذا أبعاد أخلاقية وإنســـانية، ووطنية. الأوضاع في سورية ذاهبة أقلّه نحو هدنة طويلة بانتظار الحل السياسي. الأكيد صار هناك بعض المناطق الآمنة بالفعل ولو ليس بالقانون. من جــهة أخرى، لبنان لم يعد باستطاعته تحمّل الوضع على كل الأصعدة، خصوصاً مع زيادة التوترات بين الشعب اللبناني والنازحين السوريين وهذا ما لا نريده على الإطلاق ولا نتمناه وليس مقبولاً. من جهة أخرى، نسبة احتمالات الاختراقات الأمنية ترتفع، ما يشكل خطراً أيضاً على لبنان. ثم أن النازحين السوريين إذا وجدوا في ظروف مشابهة لكن على أراض سورية يكون أفضل لهم بمئة مرة، من أن يوجدوا بهذه الظروف على الأراضي اللبنانية.
اقتراحنا سيكون أن على الحكومة اللبنانية، أن تضع خـــطة لإعـــادة النازحين إلى سورية والاتفاق مع الأمم المتـــحدة. والخطوة الأولى الجاهزة والتي يمكن أن تبدأ تتمثل بالنازحين السوريين الموالين للأسد والذين ذهبوا للتصويت لما سمّي وقتها «بانتخابات الرئاسة السورية» في السفارة في الحازمية. هؤلاء ليست لديهم مشكلة لا على حواجز النظام ولا في المناطق التي يسيطر عليها، إن في القلمون أو دمـــشق أو حــمص أو الساحل. يبلغ عددهم على الأقل 150 – 200 ألف. يمكنهم العودة اليوم لأن كثراً منهم ينتقلون إلى سورية ويعودون إلى لبنان تباعاً، على أن يتم إحصاء البقية بدقة وإيجاد الطرق المناسبة مع الإدارات الدولية المعنية، لإعادتهم إلى إحدى المناطق الآمنة إن في الجنوب أو في الشمال.
> ماذا إذا لم تلبِ طلبكم الأمم المتحدة. هي لم تتمكن من إنجاح المفاوضات وستيفان دي ميستورا يتخبط؟
– هذا في المفاوضات لحل نهائي للأزمة السورية. والترتيبات التي تشملها على الأرض هي بين مناطق النظام ومناطق المعارضة. وهذا معقد كثيراً. الترتيبات التي نريدها هي من خلال دول ثالثة مع مناطق المعارضة.
> اتفاق وقف النار بين «النصرة» و «حزب الله» برعاية اللواء عباس ابراهيم يشمل إعادة نازحين، إضافة إلى انتقال المقاتلين وأهاليهم. هذا يعيد نازحين.
– بالقطارة.
> لماذا لا تعتمد هذه القناة لإعادة النازحين؟
– المفاوضات ليست لإعادة النازحين، هي أيضاً collateral advantage. هي من أجل التخلّص من مقاتلي «النصرة» في الجرود. وأقاربهم الموجودون في مخيمات النازحين السوريين في الجرود وفي الأعالي، يريدون العودة معهم. لماذا لا تتم الاستعانة باللواء ابراهيم لإعادة النازحين؟ هو يمكنه المساعدة على إعادة النازحين الموالين للأسد، لأنه ليس وارداً أن نعيد المعارضين إلى مناطق الأسد، لأنه يقتلهم أو يسجنهم. عودة الموالين للأسد لا تتطلّب ترتيبات. فهم أصلاً ينتقلون إلى هناك ويعودون. ليذهبوا من دون عودة.
> ما كانت ردود الفعل على خطتكم لعودة النازحين؟
– برأيي ستمر. ستعرض على الحكومة لأنها هي ستوجه الطلب للأمين العام للأمم المتحدة.
> كيف تقيّم زيارة الرئيس الحريري إلى واشنطن؟
-جيدة جداً. بمستوى الاستقبال، ومجموعة الاستقبالات، الكلام السياسي الذي قيل. وما لم يستطع الرئيس الحريري قوله قاله الرئيس ترامب.
 
ترامب وما لم يقله الحريري
> الرئيس الحريري قال إن مسألة «حزب الله» حلها إقليمي…
– بما معناه «أنني أيضاً لست راضياً». وبمعنى أنا أيضاً لدي الرأي نفسه بـ «حزب الله» لكننا مضطرون للحفاظ على الحد الأدنى من الهدوء في الداخل لنستطيع أن نفعل شيئاً للمواطن اللبناني. هكذا أترجم كلام الرئيس الحريري. لكن لا حول ولا قوة إلا بالله.
> هذا ما قصدته عندما سألتك عن عجز الدولة.
– عندما تنوي فهي ليست عاجزة. في السنوات الـ6 لم تبقَ دولة بمنأى عن ضربات الإرهاب. ونحن نجلس في حضن الإرهاب، ونبعد عن «داعش» و «النصرة» 5 سنتمترات. فرنسا بعيدة 5000 ميل وأميركا… لكن نحن أقل بلد متأثّر «بالطراطيش». من قام بالجهد الأساسي؟ أجهزة الأمن اللبنانية. عندما تريد الدولة هي قادرة.
> كلام ترامب عن «حزب الله له علاقة بموقفه ضد نفوذ إيران في المنطقة. أليس هناك خوف من أن يصبح لبنان فرق عملة في المواجهة الإيرانية- الأميركية؟
– لماذا؟ هل لبنان أرض خالية من البشر ليكون فرق عملة؟ لا. نحن لدينا إرادة وطنية موجودة ولن نقبل أن نكون فرق عملة بأي صراع.
> ربما يكون ضحية الصراع، إذا استشف بنيامين نتانياهو من الإدارة الأميركية قدرة على أن يضرب لبنان بحجة ضرب «حزب الله».
– شغلنا كدولة لبنانية مركزية، كيف نحصّن لبنان كي لا يكون لا لقمة سائغة ولا ضحية. لكن أول خطوة على طريق هذا التحصين، تتمثل بأن يكون القرار الاستراتيجي بيد الدولة.
> أنتم في الحكومة. المطلوب منها أن تعطي جواباً للحكومة الكويتية بعد مطالبتها بردع تهديد «حزب الله» لأمنها. ما هو الموقف؟
– منذ أن أرسلت الحكومة الكويتية الرسالة لم تجتمع الحكومة اللبنانية، في أول اجتماع سنطرح الموضوع ونناقشه مع بقية الوزراء لأنه يجب أن يحصل شيء على هذا الصعيد.
> امتدحت تقرير دائرة المناقصات في شأن تلزيم استجرار الكهرباء عبر البواخر. وتحسين التغذية سيتأخر. أليس التمسك بالإجراءات الروتينية يسبب عرقلة؟
– أبداً. لو اعتمدت الإجراءات بداية كما يجب كنا اختصرنا 6 أشهر. وحصلنا على عروض من شركات عدة، ثم على منافسة وأسعار أفضل بكثير للخزينة لأنه تبين أن هناك شركة واحدة. دائماً الطريق الأقصر يكون طريق الإجراءات السليمة والشفاقة.
> وجهت اللوم للذين عارضوا قانون الانتخاب بأنهم على الدوام يقفون ضد أي توافق. وقصدت الكتائب ربما. مع «الكتائب» أنتم أخصام انتخابيون طالما حليفكم «التيار الوطني الحر»؟
– لم أقصد «الكتائب» فهم أولاد عمنا الأقرب. هناك أناس ضد كل شيء. إذا كنت مختلفاً أنت و «التيار الوطني الحر»، «يقومون عليك القيامة كل يوم» بقولهم تخربون البلد بخلافكم. وإذا اتفقت معه أيضاً، ويعتبرون أننا اتفقنا للقضاء عليهم. وإذا ذهبت يميناً يسألونك لماذا.
> هناك استطلاعات حول القانون تقول إن أكثرية لبنانية ونصف المسيحيين لا يعتقدون أنه يحسن التمثيل. هل راجعت تقييمك؟
– لا… أشك جداً بهذه الإحصاءات خصوصاً لدى المسحيين. بتقديري هناك نسبة 60 أو 70 في المئة منهم يعتبرونه انتصاراً كبيراً.
> ما موقفكم من الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس؟ وهل هناك احتمال لتأجيلها؟
– لسنا متحمسين لها بكل صراحة. مع أن الإجراء دستوري نظرياً. لكن عملياً، إذا حصلت ستكون في تشرين الأول (أكتوبر)، وكم من الوقت يبقى للانتخابات العامة؟ 6 أشهر. لم يعد هناك وقت. إذا حصلت الانتخابات الفرعية ستكلف الدولة والناس.
> أنتم مع تأجيلها؟
– نحن مع تأجيل الانتخابات الفرعية وإجراء الانتخابات العامة لأن الفترة الفاصلة مع الانتخابات العامة ليست طويلة. أقل من 6 أشهر. فبعد كانون الأول (ديسمبر) تدخل البلاد أجواء الانتخابات. هل يقومون بانتخابات من أجل 3 أشهر؟
 
«الكتائب» وجنبلاط وفرنجية
> مع «الكتائب» أنتم أخصام انتخابيون طالما حليفكم «التيار الوطني الحر»؟
– في القانون الجديد، ليس هناك أخصام انتخابيون وحلفاء انتخابيون. هناك أشخاص تعقد معهم تفاهمات أو لا. لكن في النهاية كل فريق قادر أن ينزل بمفرده. الأمر لم يعد كالسابق لائحة ويدعمها حزب. هذه المرة كل فريق سيأخذ حجمه الحقيقي.
> سبق وقيل إن «القوات» ليس بالضرورة أن تتحالف مع «التيار الوطني الحر» أينما كان.
– نعم. (ربما ننزل) بلوائح مختلفة لمصلحة الفريقين (بالاتفاق). وفي الوقت نفسه نحن منفتحون على التعاون انتخابياً والتفاهم مع الفرقاء الذين نتفاهم معهم بالخط السياسي.
> انتم متحالفون مع «التيار الوطني الحر»، ومع «المستقبل»، لكن هناك أمكنة سيتحالف فيها «المستقبل» مع «التيار» وفي دوائر معكم وفي أخرى لا. وهناك احتمال أن تكونوا ضد «المستقبل» وعلى تنافس معه.
– ليست هذه النيات حتى اليوم. لا عند «المستقبل» ولا عندنا. والجلسة الأخيرة مع الرئيس الحريري كانت حول هذا الموضوع. من اليوم فصاعداً علينا الجلوس لنبحث كل دائرة بدائرتها لنرى على ماذا علينا الاتفاق وعلى ماذا لا يمكننا الاتفاق.
> اتفقتم ووليد جنبلاط على المبدأ نفسه؟
– نعم. كنيات، لدينا نية كل تعاون. كيف ولماذا وأين؟ كل الفرقاء السياسيين ما زالوا بطور دراسة القانون الجديد، ودراسة الجدوى من النزول مع حليف أو عدمه. الجيد هذه المرة، أن لا أحد سيزعل من أحد. لأن إذا كان لديك الحد الأدنى من القوة الانتخابية يمكنك أن تنزل (تترشح) بمفردك ويمكنك مع أحد آخر. ما زلنا جميعاً في طور الدراسة. وبرأيي لن يخرج أي حزب بخلاصات قبل شهر أو شهرين.
> ما جديد العلاقة مع سليمان فرنجية بعد الكلام على إمكانية اللقاء وأن احتمالات التعاون مفتوحة وهو اعتبر أن محور المقاومة انتصر في معركة عرسال وأن «الجيش والشعب والمقاومة» مشروعه السياسي.
– نحن وسليمان فرنجية نعرف أننا في مواقع سياسية مختلفة. لكن هذا الأمر، باتفاق بين الفريقين، لا يفسد للود قضية. نذهب باتجاه عدم الاختلاف في المكان الذي لن نتفق فيه، وفي المكان الذي يمكن الاتفاق فيه نتّفق.
> بالمعنى الانتخابي؟
– بالمعنى السياسي العريض. كما يحصل اليوم في الحكومة.
> هل اقترب اللقاء بينكما؟
– حسب الضرورات. كما هو الوضع الآن، يمكنني القول إن الأكثرية الساحقة من كتلة الجليد التي كانت موجودة في العلاقة كسرت. ولم يعد هناك أي شيء مستغرب بيننا وبين «المرده».الحياة

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى