إيفانكا كور يا الشمالية تتفوق على الدبلوماسية الأميركية في سول
فبراير 13, 2018
عدد المشاهدات 1374
عدد التعليقات 0
واشنطن – قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ، التي كانت ترسم على وجهها ابتسامة غامضة، ولم تتكلم في العلن قط، تفوّقت على نائب الرئيس مايك بنس، في لعبة التقاط الصور الدبلوماسية، خلال فعاليات الأولمبياد الشتوي في كوريا الجنوبية.
وتتبعت وسائل الإعلام يو جونغ عن كثب، أثناء زيارتها التي استمرت ثلاثة أيام إلى سول وبيونغ تشانغ، حيث وصفتها وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية بأنها “إيفانكا كوريا الشمالية”، مُشبِّهين نفوذها بالنفوذ الذي تمارسه إيفانكا ترامب على والدها.
ورأت الصحيفة أنه في حين جاء بنس حاملاً رسالة قديمة مفادها أنَّ الولايات المتحدة ستواصل زيادة “أقصى العقوبات” إلى أن تفكك كوريا الشمالية ترسانتها النووية، أوصلت يو جونغ رسائل المصالحة، فضلاً عن دعوة غير متوقعة من أخيها إلى الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، لزيارة العاصمة الكورية الشمالية.
وأعلن نائب الرئيس الأميركي أن من الضروري “الاستمرار في عزل كوريا الشمالية اقتصاديا ودبلوماسيا”، وذلك في وقت كانت واشنطن قد حذّرت من أخذ محاولات بيونغ يانغ للتقارب مع سول على محمل الجد.
وتابع “ليس هناك أدنى اختلاف بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا واليابان حول ضرورة مواصلة عزل كوريا الشمالية اقتصاديا وسياسيا إلى حين تخليها عن برنامجيها النووي والباليستي”.
وجذبت يو جونغ الأنظار حيثما حلَّت؛ في حفل الافتتاح، وفي المدرجات عند الظهور الأولمبي لفريق كوري مُوحَّد لهوكي الجليد للسيدات، وفي عرض فني في سول قدَّمته فرقة فنية من كوريا الشمالية.
واجتذب بنس رد الفعل الأكبر نتيجة المناسبات التي لم يظهر فيها، وبالتحديد، حفل العشاء الذي استضافه الرئيس مون قبل حفل الافتتاح، ما يعني أنَّه تجنَّب قضاء الكثير من وقته مع الوفد الكوري الشمالي، بما في ذلك كيم يونغ نام، الرئيس الفخري لكوريا الشمالية.
مايك بنس: واشنطن ستواصل عزل بيونغ يانغ إلى حين تخليها عن برنامجها النووي
وبينما حظي الفريق الأولمبي الكوري المُوحَّد بحفاوةٍ بالغة من الجماهير الواقفة عند دخوله إلى الملعب، مساء الجمعة، ظلَّ بنس جالساً، الأمر الذي قال المنتقدون إنَّه عدم احترام للرياضيين ومضيفهم، الرئيس مون.
وقال مينتارو أوبا، وهو دبلوماسي سابق بوزارة الخارجية الأميركية متخصص في شؤون الكوريتين، والذي يعمل الآن ككاتب خطابات في واشنطن، إنّ بنس يفعل “بالضبط ما تريده كوريا الشمالية، بجعل الأمر يبدو كما لو أنَّ الولايات المتحدة تحيد عن حليفتها وتُقوِّض بنشاط الجهود من أجل إيجاد علاقاتٍ بين الكوريتين”.
وأضاف أوبا أنَّ يو جونغ من الناحية الأخرى “تُمثِّل رأساً فعَّالاً للغاية لحربة حملة إثارة الإعجاب الكورية الشمالية”، فيما قال محللون للشؤون الكورية إنّ بنس قد فوَّت فرصة.
وقالت أليكسيس دودن، أستاذة التاريخ في جامعة كونيتيكت “أعتقد أنَّه كان سيكون من المفيد حقاً لمحادثات نزع السلاح النووي أن يُقدِّر بنس وزوجته الجهود المبذولة في إرسال فريقٍ كوري موحَّد إلى الملعب، ولم يكن ذلك ليقلل من الموقف الأميركي”.
وأضافت “حقيقة أنَّ بنس وزوجته لم يقفا حين دخل الفريق الكوري المُوحَّد مثَّلت مستوى منخفضاً جديداً في صورة مُتنمِّرة من الدبلوماسية الأميركية”.
وفي تغطيةٍ صحافية مشتركة من رحلة بنس إلى ولاية ألاسكا الأميركية قادِماً من بيونغ تشانغ السبت، قال مسؤولٌ بارز بالإدارة، إنّ نائب الرئيس لم يكن يحاول تجنُّب الكوريين الشماليين بقدر ما كان يحاول تجاهلهم.
وقال ديفيد كانغ، مدير معهد الدراسات الكورية بجامعة جنوبي كاليفورنيا، بالنسبة لمؤيدي بنس “أعتقد أنّ الجناح المتشدد في الولايات المتحدة يعتقد أنَّه يقوم بعملٍ جيد”.
وأضاف كانغ أنَّه في حين لم يستطع الرئيس مون تفويت الفرصة لـ”تهدئة الأجواء” بالتواصل مع يو جونغ أثناء زيارتها للأولمبياد، فإنَّ حملة العلاقات العامة التي قامت بها قد تُعرِّض الرئيس مون لانتقاد بأنّه “انطلت عليه حملة إثارة الإعجاب”.
وفي احتجاج الأحد وسط سول، حيث تجمَّع بضع المئات من المتظاهرين المناوئين لكوريا الشمالية، الذين يُلوِّحون بأعلام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وهتفوا بشعارات تندد بكيم جونغ أون، قال يانغ سن وو، 55 عاما “أخشى أنَّ الكثير من الكوريين انخدعوا بزيارة كيم يو جونغ”.
وأضاف يانغ، الذي كان يحمل رأساً من مادة الفوم تُصوِّر وجهاً دموياً لزعيم كوريا الشمالية “من المؤسف للغاية أنَّ أولمبياد بيونغ تشانغ تتحول إلى أولمبياد بيونغ يانغ، بينما لا تزال كوريا الجنوبية والشمالية متعارضتين مع بعضهما البعض أيديولوجياً”.
وكانت يو جونغ، التي يُعتَقَد أنَّها تبلغ 30 عاماً، خياراً طبيعياً للرحلة إلى كوريا الجنوبية. فنفوذها، بسبب العلاقة القريبة التي تجمعها بشقيقها، لا تخطئه عين. وبعدما حضرت مأدبة غداءٍ في القصر الرئاسي السبت، نُشرت صورٌ للرسالة التي كتبتها في سجل الضيوف وتُعبِّر عن الأمل، حيث قالت “أتمنى أن تزول الخلافات بين بيونغ يانغ وسول في قلوب شعبينا”، فيما عجَّت شبكات التواصل الاجتماعي بتحليلاتٍ عن خط يدها الغريب.
ويبدو أنَّ أسلوبها الودي الهادئ الذي انتهجته في كوريا الجنوبية، إذ التقط مُصوّرون صوراً لها وهي تبتسم في العديد من المرات، قد جعلها محبوبةً في قلوب متابعيها.
وباعتبارها أول مسؤول من الأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية يزور كوريا الجنوبية، احتفت وسائل الإعلام المحلية بيو جونغ، حتى قبل أن تهبط من إحدى طائرات شقيقها الخاصة في مطار إنتشون الواقع غربي سول.العرب