الاسترليني يتكبد خسائر فادحة
يناير 17, 2017
عدد المشاهدات 3377
عدد التعليقات 0
لندن، نيويورك، طوكيو – رويترز
انخفض الجنيه الاسترليني أمس إلى أدنى مستوياته في 32 عاماً مع استثناء الانهيار الوجيز الذي سجله في تشرين الأول (أكتوبر) متضرراً من مخاوف بأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ستعلن اليوم الثلثاء أن بريطانيا جاهزة لخروج «صعب» من الاتحاد الأوروبي وسوقه الموحدة. وهبط الاسترليني 1.5 في المئة مقابل الدولار و2.5 في المئة مقابل الين. وحول هذا الأنظار بعيداً من الدولار الأميركي الذي تعرض لضغوط على مدى الأيام الأخيرة في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعد أن يتولى منصبه رسمياً الجمعة.
وانخفض الاسترليني إلى 1.1983 دولار في التعاملات الآسيوية ليسجل مستويات منخفضة لم يشهدها منذ «انخفاض حاد» في 7 تشرين الأول تسببت فيه موجة من ضعف السيولة بددت عشرة في المئة من قيمة الجنيه في غضون دقائق. لكن، باستثناء ذلك الانخفاض فإن الجنيه سجل خلال تعاملات اليوم أدنى مستوى منذ أيار (مايو) 1985.
ثم استطاع الاسترليني أن يرتفع فوق مستوى 1.20 دولار لكنه ما زال منخفضاً أكثر من واحد في المئة في الجلسة عند 1.204 دولار. وقال متعاملون أن السوق تستجيب لتقارير إعلامية مختلفة نشرت في نهاية الأسبوع تقول أن ماي ستلمح إلى خطط في شأن خروج «صعب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي في خطبتها التي ستلقيها غد الثلثاء وأنها ستفصح عن رغبتها في الخروج من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي من أجل استعادة السيطرة على الحدود البريطانية.
وقفز اليورو 1.5 في المئة مقابل الاسترليني ليصل إلى أعلى مستوى في شهرين عند 88.53 بنس قبل أن يتراجع إلى 87.85 بنس ليظل مرتفعاً 0.7 في المئة خلال الجلسة. ومقابل الين الذي يعتبر ملاذاً آمناً، هبط الاسترليني 2.3 في المئة إلى أدنى مستوى في شهرين عند 136.48 ين قبل أن يتعافي ليتمّ تداوله منخفضاً نحو 1.4 في المئة خلال الجلسة. وارتفعت العملة اليابانية مع هيمنة الرغبة في العزوف عن المخاطرة على الأسواق لتبلغ أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 113.61 ين للدولار. وقفز مؤشر الدولار 0.4 في المئة إلى 101.59 نقطة.
وصعد الذهب لأعلى مستوى في ما يزيد عن سبعة أسابيع بفضل مشتريات مدفوعة بحالة الغموض السياسي عقب تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في شأن حلف شمال الأطلسي وسياسة «صين واحدة». وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 1202.4 دولار للأونصة مقارنة مع 1207.86 دولار في وقت سابق وهو أعلى مستوى منذ 23 تشرين الثاني (نوفمبر). وزاد الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.5 في المئة إلى 1202.50 دولار للأونصة. وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب أن سياسية «صين واحدة» محل تفاوض. وردت الصين بقولها أنها سترد بقوة إذا واصل الرئيس المنتخب «استفزازه» عقب تنصيبه. كما أثار وصفه للحلف بأنه «عفا عليه الزمن» قلق المستثمرين.
وقال كارستن منكي المحلل في «جوليوس باير»: «ثمة جدل بين الصين وأميركا في شأن تايوان. يتحدث ترامب مع تايوان وهذا لا يعجب الصين. وينظر إلى تصريحاته في شأن الحلف على أنها سلبية». وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.1 في المئة إلى 16.81 دولار للأونصة. ونزل البلاتين اثنين في المئة إلى 981.24 دولار للأونصة بينما فقد البلاديوم واحداً في المئة إلى 741.08 دولار للأونصة. وانخفضت الأسهم الأوروبية متأثرة بأسهم قطاعي البنوك والسيارات، لكن ضعف الجنيه الاسترليني ساهم في صعود مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني لمستوى قياسي جديد. ونزل مؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 1.3 في المئة بينما صعد المؤشر البريطاني 0.1 في المئة بدعم من ارتفاع قطاع التعدين الذي دفع المؤشر إلى مستوى قياسي جديد.
وفي القطاع المصرفي سجل مؤشر قطاع البنوك الإيطالي أداء أضعف ونزل 1.5 في المئة بعد أن خفضت وكالة التصنيف «دي بي آر إس» التصنيف الائتماني لإيطاليا فى خطوة قد ترفع تكلفة الاقتراض. ونزل مؤشر «كاك 40» الفرنسي 0.8 في المئة ومؤشر «داكس» الألماني 0.7 في المئة.
وانخفض مؤشر «نيكاي» القياسي في نهاية التعاملات في بورصة طوكيو للأوراق المالية إلى أقل مستوى في ما يزيد عن أسبوعين متضرراً من صعود الين نتيجة مخاوف من انفصال «صعب» لبريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. وتضررت الأسهم اليابانية مع انحسار موجة انتعاش في تداول أسهم عدد من القطاعات في أعقاب انتخاب ترامب نتيجة تنامي شكوك المستثمرين إزاء سياسات الرئيس الأميركي المقبل.
وأغلق «نيكاي» منخفضاً واحداً في المئة إلى 19095.24 نقطة بعد أن لامس 19061.27 نقطة وهو أقل مستوى منذ 30 كانون الأول (ديسمبر). وجاء أداء قطاعات مثل صناعة الصلب والشحن البحري التي استفادت من توقعات بأن تدعم خطة ترامب للإنفاق على البنية التحتية الطلب العالمي دون مستوى الأداء العام في السوق. ونزل مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.9 في المئة إلى 1530.64 نقطة وتراجع مؤشر «جي بي أكس – نيكاي 400» بالنسبة ذاتها ليغلق على 13716.75 نقطة.