علوم وتكنلوجيا

عمالقة التكنولوجيا يهددون حقوق الفضائيات في البث الحصري

سبتمبر 05, 2017
عدد المشاهدات 930
عدد التعليقات 0
مانشستر (بريطانيا) – تشكل مواقع التواصل الاجتماعي خطرا متزايدا على القنوات التلفزيونية التي تعتمد على المواسم الرياضية لاستعادة جمهور واسع، تغيرت ثقافته وعاداته في المشاهدة التلفزيونية منذ سنوات مع الغزو الرقمي لعالم الإعلام.

وبدأت وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي والإنترنت في استقطاب شريحة كبيرة وآخذة في التزايد من المشاهدين في عصر “الديجيتال” وبفضل التكنولوجيا، ويشتد النقاش في صناعة كرة القدم في الوقت الراهن حول قيمة وتوجيه حقوق البث في هذه السوق التجارية المضطربة، ويشمل جهات البث وأصحاب حقوق البث وخبراء وسائل الإعلام الاجتماعي.

وشكلت هذه القضية أحد المحاور المهمة في المنتدى الثاني والعشرين لمنظمة سوكركس البريطانية المتخصصة في تنظيم مؤتمرات وفعاليات خاصة بكرة القدم، والذي بدأ الأحد في مدينة مانشستر الإنكليزية.

وأفادت تقارير في بريطانيا مؤخرا بأن قنوات سكاي التلفزيوينة شهدت تراجعا بنسبة 14 في المئة في نسب المشاهدة، لكنها سجلت أيضا 31 في المئة زيادة في الإقبال على خدماتها على الإنترنت، وهي “سكاي غو” و”ناو تي في”. في تقرير كتبه بيل ويلسون لموقع بي بي سي.

كما حصلت خدمة أمازون برايم، التابعة لشركة أمازون للتجارة الإلكترونية، على حقوق بث كل مباريات القمة في رياضة التنس للرجال تقريبا، ما عدا البطولات الأربع الكبرى، حيث حصلت الشركة الأميركية الرقمية العملاقة على حقوق بث فعاليات بطولات رابطة محترفي التنس من شبكة سكاي البريطانية. وستكون هذه الصفقة هي الثانية من هذا النوع لشركة أمازون، التي تنقل من خلالها فعاليات رياضية في بث حي خلال هذا العام، وذلك بعد اتفاقها مع الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية، على بث 10 مباريات لتلك اللعبة في الولايات المتحدة بدء من سبتمبر الجاري.

وتمكنت الشركة أيضا من الحصول على حقوق بث إذاعي حي لتعليقات على الدوري الألماني لكرة القدم في ألمانيا، والذي سيكون متاحا عبر خدمة أمازون ميوزيك.

بدورها تتطلع شركة فيسبوك إلى تأسيس علاقات رقمية وعلاقات بث أقوى مع الأندية الرياضية، والجماهير وأصحاب الحقوق أيضا. وبث عملاق التواصل والإعلام الاجتماعي العام الماضي مباراة تكريم اللاعب واين روني مجانا، والتي أقيمت بين فريقي إيفرتون ومانشستر يونايتد، كما بث فيسبوك أيضا مباريات من الدوري الإسباني، خلال الموسم الماضي.

1 مليار جنيه إسترليني من أرباح صناعة البث في بريطانيا مهددة بسبب المنافسة الرقمية
وسيبدأ الموقع ابتداء من الشهر الجاري في بث حي لمباريات دوري أبطال أوروبا لموسم 2017 /2018 في الولايات المتحدة، بشراكة مع شبكة قنوات فوكس سبورتس، وذلك بعد أن كان فيسبوك قد بث بالفعل مباريات من الدوري الأميركي الممتاز لكرة القدم.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن فوكس إن اتفاق الشراكة يتضمن بث مباراتين يوميا بدور المجموعات، و4 في دور الـ16، و4 أخرى في دور ربع النهائي. وأشارت فوكس سبورتس إلى أن بعض مباريات دوري الأبطال ستذاع حصريا عبر فيسبوك وفوكس سبورتس، بينما سيبث البعض الآخر عبر التلفزيون في نفس الوقت.

ومن المقرر أن تنقل شركة فيسبوك منافسات رياضية أخرى على موقعها في الولايات المتحدة الأميركية سواء تعلق الأمر برياضة كرة القدم الأميركية أو الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين “إن بي أ”، بالإضافة إلى دوري البيسبول الأميركي ومنافسات الدوري المكسيكي لكرة القدم.

وذكرت رابطة دوري كرة القدم الكندية أنها أبرمت اتفاقا مع تويتر لبث برنامج مباشر على الهواء لمدة 30 دقيقة يتضمن أنباء المسابقة ومقابلات مع اللاعبين.

وقال ديفيد رايت مدير التسويق بمنظمة سوكركس في تصريحات لـ”بي بي سي”، “حالة التغير المطرد الحالية تخلق مشكلات وفرصا في نفس الوقت لكل أصحاب الحقوق والشركات الإعلامية المعنية”.

وأضاف “تتطلع الكثير من الشركات إلى أن تكون منافسا حقيقيا للمنصات الإعلامية الأكثر قوة”. وتابع “ستطرح حقوق بث الدوري الإنكليزي في مزاد مرة أخرى، في وقت أقرب مما نعتقد. كيف ستقدم شركة سكاي أو شركة الاتصالات البريطانية ‘بي تي’ عطاءها أو أي منافس آخر محتمل مثل أمازون أو أي جهة أخرى؟ لا يزال هذا الأمر غامضا. وإذا ما قررت أمازون أو أبل التقدم بعطاء، فإنهما ستستخدمان خبراتهما التقنية من أجل تحقيق النجاح”.

وأشار رايت إلى أن “هناك تقنية يمكن بها نقل المباريات، سواء عبر البث أو الإنترنت أو عبر التلفزيونات الذكية. وجدير بالذكر أن شركة ‘بي تي’ لم تمتلك قنوات رياضية قبل أن تتمكن من إنجاز أول صفقة لها للحصول على حقوق البث، لذلك فإن هذه الأمور قابلة للتبدل بسرعة”.

ويأتي ذلك تزامنا مع تقرير لشركة “أو سي أند سي” لأبحاث السوق يقول إن نحو مليار جنيه إسترليني من الأرباح الإجمالية لصناعة البث في بريطانيا معرضة لخطر الضياع جراء ظهور منافسين مثل أمازون وفيسبوك. ويرى رايت أن تطور وسائل الإعلام الاجتماعي لا يهدد صناعة البث الحي فحسب، وإنما أيضا صناعة التسويق.

وأضاف “تاريخيا حينما كانت علامة تجارية ترغب في المزيد من الترويج، كانت تذهب للاعب لدعم منتجها أو لقناة تلفزيوينة”. وتابع “الآن هناك أشخاص آخرون على موقع يوتيوب، ربما يكون لديهم مشاهدون أكثر من مشاهدي بعض القنوات التلفزيونية”.العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى