علوم وتكنلوجيا

غوغل يشهر أسلحة جديدة لحصار الأخبار الكاذبة

مارس 22, 2018
عدد المشاهدات 1157
عدد التعليقات 0
واشنطن – قالت شركة غوغل التابعة لمجموعة ألفابت في تدوينة الثلاثاء، إنها ستطلق (مبادرة غوغل نيوز) بهدف القضاء على الأخبار الوهمية على الإنترنت وأثناء مواقف الأخبار العاجلة.

وقال محرك البحث غوغل إنه يخطط لإنفاق 300 مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة لتحسين دقة وجودة الأخبار التي تظهر على منصاته.

وفي تدوينة منفصلة قالت غوغل إنها ستطلق أداة للمساعدة في الاشتراك في الإصدارات الإخبارية. وستسمح الخدمة للمستخدمين بشراء اشتراك في مواقع إخبارية مشاركة باستخدام حسابهم على غوغل وإدارة جميع اشتراكاتهم في مكان واحد.

وقالت غوغل إنها ستطلق خدمة الاشتراك في الأخبار مع فاينانشال تايمز ونيويورك تايمز ولو فيغارو وذا تليغراف وإصدارات أخرى. وذكر محرك البحث العملاق أنه يخطط لإضافة المزيد من الإصدارات الإخبارية قريبا.

 
تخطط شركة غوغل لإنفاق 300 مليون دولار خلال السنوات الثلاث على مبادرة لمكافحة الأخبار الوهمية، في وقت يواجه فيه عمالقة التكنولوجيا ردود فعل غاضبة بسبب دورها خلال انتخابات الرئاسة الأميركية لسماحها بنشر معلومات كاذبة وكيدية

وتأتي تلك التغييرات في وقت تواجه فيه غوغل وفيسبوك وتويتر ردود فعل غاضبة بسبب دورها خلال انتخابات الرئاسة الأميركية لسماحها بنشر معلومات كاذبة وكيدية ربما أثرت على الناخبين لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقد أصبحت الدعاية السياسية على الإنترنت، بسرعة كبيرة، صناعة ضخمة ومعقدة.

وهذه ليست الخطوة الأولى التي اتخذتها غوغل لمحاصرة الأخبار الكاذبة. ففي أبريل 2017 أعلنت أنّها أدخلت تغييرات على خوارزميتها، لتعديل الطريقة التي تعمل من خلالها على تصنيف مواقع الويب ضمن البحث، في خطوة للحد من انتشار الأخبار المزيفة والمضلّلة.

وفي الوقت الذي يستقي فيه أغلب الأشخاص معلوماتهم من عدد محدود من المواقع الإلكترونية، تركز الحملات الانتخابية على استغلال ذلك واستهداف الأفراد وتوجيه الدعاية لهم بشكل مباشر، خاصة في ظل تزايد تعقيد وتطور الخوارزميات التي تجمع البيانات الشخصية للمستعملين وتحلل سلوكهم.

وفي السياق ذاته، أكد العديد من المراقبين أن ومضات الدعاية السياسية في الولايات المتحدة وفي باقي العالم يتم استغلالها بطرق غير أخلاقية، بهدف توجيه الناخبين والتلاعب بهم وذلك من خلال نشر الشائعات أو من أجل إثناء ناخبين آخرين عن المشاركة وإبقائهم خارج دائرة الفعل.

وفضلا عن ذلك، توظف الدعاية المركزة والدقيقة في بعض الحملات الانتخابية بغية توجيه خطابات مزدوجة ومتناقضة للعديد من الشرائح الاجتماعية في الوقت نفسه، أي أنها تخاطب كل فئة بما تود سماعه، وذلك يعد خرقا لمبادئ الديمقراطية ويطيح بمصداقية الانتخابات.

وقالت غوغل إنّ “0.25 بالمئة فقط من نتائج البحث كانت مسيئة أو ذات محتوى مضلّل، وهو ليس ما يبحث الناس عنه”.

وتتلقى غوغل حوالى 5.5 مليار بحث في اليوم، ما يعني، بحسب الرقم، أنّ حوالي 13.8 مليون بحث تأتي بنتائج ذات محتوى مضلّل أو مزيّف.

وفي سبتمبر الماضي قرر موقعا فيسبوك وغوغل توحيد جهودهما للمساهمة في مشروع عالمي أطلقته وسائل إعلام للتصدي لانتشار الأخبار والمعلومات الكاذبة.

وأطلق على هذا المشروع اسم مشروع الثقة “ترست بروجكت”، الذي يهدف إلى مكافحة الأخبار الكاذبة. تشاركت في هذا المشروع 75 وسيلة إعلامية.

ويقضي هذا المشروع بمنح المعلومات التي تستوفي شروطا محددة وسما خاصا يعطيها مصداقية بين القراء، أما المعلومات التي لا تستند إلى هذه المعايير فتبقى خارج التصنيف للدلالة على عدم مصداقيتها.

وقالت الباحثة في جامعة سانتا كلارا والمسؤولة عن هذا المشروع سالي ليهرمان “في عالم اليوم المتصل بالإنترنت، أصبح التثبت من صدقية المعلومات أمرا أكثر صعوبة”، مشيرة إلى أن الجمهور يصبح أكثر تشكيكا في ما يصله من معلومات.

وكانت دراسة بحثية أكدت أن الأخبار الكاذبة تنتشر أسرع من الحقيقية وخلافا للرأي السائد، فإن الناس هم الذين ينشرون هذه الأخبار إلى حد كبير، وليس الروبوتات.

والتقرير الذي نشرته مجلة “ساينس” العلمية هو الأشمل ويتناول نحو 126 ألف موضوع على تويتر من 2006 إلى 2017.

وكتب التقرير الذي أعده باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الأخبار الكاذبة تحظى بفرصة الانتشار سبعين بالمئة أكثر من الأخبار الحقيقية. وتستغرق الأخبار الصحيحة مدة أطول بست مرات للوصول إلى 1500 شخص مقارنة مع القصص الكاذبة للوصول إلى العدد نفسه.

ويطالب خبراء بالتصدي لظاهرة نشر المعلومات الزائفة، من خلال حث المواقع الكبرى التي يستخدمها الأفراد بشكل مكثف، مثل غوغل وفيسبوك، على مواصلة بذل المزيد من الجهود للحد من هذه الظاهرة، ولكن من الضروري تجنب خلق هيئة أو طرف معيّن يقرر ما هي المعلومات الصحيحة وتلك الكاذبة.

علاوة على ذلك، من المهم للغاية، وفق نفس الخبراء، أن يتسم تصميم الخوارزميات التي تحلل البيانات الشخصية بالشفافية المطلقة، إضافة إلى سن قوانين تسد الفراغ التشريعي في القوانين المنظمة لاستخدام الإنترنت.

ويقول تيم بيرنزرلي مخترع الويب “في الحقيقة، قد أكون أنا من اخترع الشبكة العنكبوتية العالمية، ولكن أنتم جميعا شاركتم في جعلها ما هي عليه اليوم. كل هذه المدونات والمنشورات والتغريدات والصور ومقاطع الفيديو والتطبيقات والمواقع الإلكترونية وغيرها الكثير، هي عبارة عما ابتكره وساهم به الملايين من الأشخاص حول العالم، حيث شاركوا في بناء هذا المجتمع الافتراضي”.

ويضيف “كل الأفراد بمختلف فئاتهم شاركوا في خلق هذا العالم، بداية من السياسيين الذين يكافحون لجعل الإنترنت مفتوحة للجميع، والمؤسسات المعنية بالحفاظ على جودة الخدمات، وصولا للأشخاص الذين خرجوا إلىالشوارع دفاعا عن هذه الشبكة”.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى