عالم الفن

الفلكلور الشعبي اللحجي بين الغني بالأصالة والخوف من الانقراض (1)

يوليو 28, 2017
عدد المشاهدات 1107
عدد التعليقات 0
لحج الخضراء الغناء.. كنز مخزون بين الموروث الثقافي والرقص الشعبي
أحمد حسن العقربي 
تحظى لحج الخضراء الغناء بأكبر إرث فلكلوري موسيقي جنوبي منوع ويمكن ملاحظة الثراء بإلقاء نظرة على الكمّ الهائل من دواوين القمندان والأمير عبدالله عبدالكريم ، والشاعر عبدالله هادي سبيت ، والشاعر الشعبي مسرور مبروك ، والشاعر الغنائي صالح نصيب ،وتنوع الموسيقى ، أما التنوع في الرقص اللحجي فيمكن الحديث عن رحابة آفاقه وتباينه متمثلا في تعدد الإيقاعات الراقصة والأساليب الموسيقية والتي تنبعث من حياة الفلاحين والبسطاء اليومية في خضم الإنتاج الزراعي وطقوس قدوم السيل والأمطار التي تنعم بها الأرض وينمو الزرع وهذا يعكس الأسس الحضارية الثقافية واللهجة الشعبية الرقيقة .
هذا الفلكلور اللحجي هو تراث وثيق الصلة ويعبّر عن ذاتية الشعب وهويته المتميزة مما يستدعي حمايته من ثقافة العولمة ، ولا شك أن لحج الخضرة والزراعة والوادي والسيل وبستان الحسيني جعلها تتمسك بخصوصيتها التاريخية والطبيعية والجغرافية والاجتماعية التي انعكست في العادات والتقاليد والأعراف وأفراح الزواج وطقوس أفراح زيارات أولياء الله الصالحين ، كما تعكس حياة الزراعة وأساليب الإنتاج الزراعي وكذا طقوس استقبال سيل الوادي وأعمال الأسوام لترويض مياه الوادي الهادرة والجارفة وترشيدها ليستفيد منها المزارعين في سقي أراضيهم وما تتطلبه هذه الأعمال من سرعة الحركة والجري وحمل وسائل الحماية الإنتاجية من الفؤوس والشريم المصاحبة لأصوات ترديد الفلاحين مثل ترديد (خطوب سيلوه) فرحاً بقدوم سيل الوادي .
هذه الحركات السريعة عند استقبال الوادي تنعكس في رقصات المزارعين وخصوصا رقصة الشرح السريع التي يجاريها إيقاع سريع للطبل والهاجر، مما يضفي صورة واقعية لعملية الإنتاج الزراعي ولذلك تتنوع الرقصات بحسب أساليب عمل الإنتاج كما تتنوع الرقصات في المناسبات وأفراح الزواج والمناسبات .
وتعتبر رقصة أفراح الزواج سواء بليلة عقد القران أو ليلة الحناء وهي سيدة الاحتفالات مصحوبة بأصوات قرع الطبول والهاجر والمراويس بمصاحبة ما يسمونها في لحج بـ(المحجرة) ، حيث تغني البنات مع ضاربات الطبول أغاني جماعية متراصين في حلقة دائرية متشابكين بالأيدي وسط منزل العريس .
 
(الرزحة).. رقصة الفلاحين
 
أما رقصة (الرزحة) وهي رقصة لحجية شعبية يقوم بأدائها صفان من الرجال والنساء ، حيث يتقابل الصفان في إيقاع منظم بدق الرجل اليمنى بالأرض ويسير الصف بنفس الإيقاع حتى يصل إلى الصف المقابل قريباً منه ، ثم يعودان إلى الخلف حتى وصوله إلى موقعه السابق بنفس الحركة ، ثم يقوم الصف الآخر بنفس الحركة مصاحبا لهم قرع الطبول ، والراقصون يتجولون وسط حلقة الرقص.
أما الأغاني المخصصة لرقصة (الرزحة) فهي أغنية (يا بو زيد) من كلمات الشاعر الأمير/ أحمد فضل القمندان والتي تقول في مطلعها:
يا بوزيد يا مسلي على خاطري..
يا عجيبي عجب هاش عقلي وشله وهب..
المخرص بقرط الذهب بت ساهر مع السامرين..
يا مكحل طويل الحسب ..يا مؤصل عريق النسب..
 
ماذا عن رقصة (الدحفة) ؟
 
يفند الباحث “عبدالقادر قائد” – محاضر في مادة النظريات الموسيقية العامة بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة – في مؤلفه من الغناء اليمني (قراءة موسيقية) : ” إن رقصة (الدحفة) يؤديها رجلان وامرأتان في المدارة (الحلقة) وتستخدم لأدائها الطبول (الحواجر) وأحيانا مع المراويس حيث تمتاز هذه الرقصة بخفة الحركة والحركات النظامية ومنها يحاول الرجل اختطاف أي شيء من المرأة أكان خاتما أو مرية أو غيره والمرأة بدورها تحترس من أن يخطف الرجل منها أي شيء مما ذكر آنفا.. ”
 
وللشرح اللحجي ألوانه
 
ويرجع هذا التنوع للشرح اللحجي من ناحية أخرى إلى تعدد وتباين المراكز الاجتماعية والبيئة المحلية الذي يترتب عليه كنتيجة منطقية تنوع الرقص وتنوع الموسيقى الشعبية اللحجية بين طابع سريع لسكان المناطق الزراعية كالفلاحين وبين رقص ثقيل للعائلات الأميرية تعكس حالة الرخاء العائلي ، وبذلك فهي تتميز بالرقص البطيء المريح ويعبر عن المكانة الاجتماعية وعادة ما يتم هذا الرقص في قصور الأمراء وعند أفراح زواجهم دون العامة من الناس.
* (صحيفة الأمناء)

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى