أبريل 04, 2017
عدد المشاهدات 831
عدد التعليقات 0
تمثل الفنانة التونسية غالية بن علي حالة موسيقية خاصة، شكلت بصوتها الدافئ وحضورها المميز وخفة ظلها واطلالتها المغايرة، جسرا للتواصل بين الماضي بعظمته وبهائه والحاضر بشبابه العاشق لغير المألوف، وذلك خلال حفلها الذي اقيم في ثاني ليالي مهرجان الربيع، بالتعاون بين حديقة الشهيد واكاديمية لوياك للفنون الادائية «لابا» وبرعاية الديوان الاميري.
حفل غنائي امتد لساعتين، غردت خلالهما عصفورة تونس الخضراء بنت الريح غالية بن علي بأجمل الاغنيات لتثلج صدور جمهورها، الذي تفاعل معها وانسجم مع كل اغنية، فكانت البداية مع اغنيتها الصوفية «ترياق»، التي كانت بمثابة جس نبض للجمهور وذوقه، ومنها انطلقت مبحرة بسفينتها وبقوة دفع فرقتها الموسيقية التي تتألف من عازف العود مفضل عضوم، الكمان ايمن عصفور، الايقاع ايمن مبروك وعازف الكونترباص فينسنت، فقدمت «رباعيات الخيام» تلتها «مالي فتنت بلحظك الفتاك» شعر علي الجارم التي غناها اشهر المطربين مثل كوكب الشرق ام كلثوم وناظم الغزالي وغيرهما.
ثم انشدت غالية «الحب ديني» للقطب الصوفي محي الدين ابن عربي، ومنها الى «قلبي يحدثني بانك متلفي» للشاعر عمر بن الفارض، ثم انضم اليها فريق «لوياك» الموسيقي وغنى «لما بدى يتثنى»، وهذه نقطة تحسب لغالية بن علي كفنانة كبيرة تدعم الشباب الهواة، فحققت مزيجا بارعا وائتلافا بديعا متنوع المقامات اداه فريق «لوياك» الموسيقي الذي ترنح بموال مرتجل «أمان أمان» نجم عنه تقاسيم موسيقية بصوت احمد حافظ، احمد عبدالفتاح ، عبدالعزيز المسباح وهادي، والمايسترو نسرين ناصر، ثم اغنية «هيمتني» بمشاركة المايسترو يوسف بارا، واغنية «ياورد انا في انتظارك من ربيع لربيع» واغنية «قارئة الفنجان» للعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ واغنية «يا مسافر وحدك» لموسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب، التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق، واغنية «ألف ليلة وليلة» لسيدة الغناء العربي ام كلثوم، التي ردد كلماتها الحضور، مشاركا غالية بن علي حالة من البهجة والمتعة التي ظهرت على خشبة المسرح تصاحبها بعض الرقصات الخفيفة والمبهجة، ثم اغنية «حبيب الروح» كلمات الشاعر اسامة سعداوي و«يا سيدي يا بابا» من التراث التونسي، وبناء على طلب كان حسن الختام لاغنية «لموني اللي غاروا مني» للفنان لطفي بوشناق التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.
ومن جانبها وجهت غالية بن علي الشكر لحديقة الشهيد واكاديمية «لوياك» للفنون الادائية «لابا» والديوان الاميري على منحها هذه الفرصة لاحياء سهرة رائعة حققت من خلالها التواصل مع الجمهور الكويتي، الذي توافد بعد انتهاء الحفل خلف الكواليس لتوثيق اللحظات الجميلة التي عاشها في مهرجان «الربيع»، والاشادة بصوت بن علي وخفة ظلها وعفويتها التي ميزت الحفل وامتعت بها الحضور.
ولم تنس بن على وسط الحفل ايصال رسالة من لاجئ فلسطيني سوري قدمها لها في صورة اغنية «حبيب الروح» اهداء للكويت غنتها باحساس عال.
وصرحت انها ليست لديها مشاريع مستقبلية، ولكنها بصدد اصدار البوم خلال شهر مايو المقبل يضم اغنيات من الادب العربي، الى جانب التعاون مع الدكتور اسامة السعداوي بغناء قصائده، بالاضافة الى دعوتها لالقاء محاضرة في بلجيكا عن طريق مؤسسة صغيرة تمتلكها تهتم بالادب العربي، لابراز الثقافة العربية الحقيقة خاصة بعد تزايد اعداد اللاجئين بشكل هائل.
فضلا عن القاء محاضرة على هامش «معرض الكتاب» في ابوظبي نهاية شهر ابريل عن دين الحب عند امام الصوفية محي الدين ابن عربي، ثم بعد ذلك ستتوجه الى المانيا وأسبانيا ولندن ومصر لاحياء الحفلات.
كما اثنت غالية على الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة «لوياك» في احتضان الشباب وتمكينهم في مجتمعهم، مؤكدة على ان مرحلة الشباب من اهم المراحل التي تتميز بالحماسة والحساسية والجرأة والاستقلالية، التي يجب علينا ان نستمع لها ونحترمها ونوجهها نحو الطريق الصحيح.
وبعد حفلة «حرقة كارت» و«غالية بن علي» سيكون الجمهور على موعد مع حفل لوياك الموسيقي في السادس من ابريل الجاري على المسرح المكشوف بالحديقة.
