عالم الفن

حفلات الربيع الغنائية تنشد العودة إلى التلفزيون المصري

أبريل 19, 2017
عدد المشاهدات 765
عدد التعليقات 0
العرب 

أكدت المطربة المصرية أنغام أن اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري لم يوف بالتزاماته من حجز للفنادق ودفع لأجور العازفين وبطاقات السفر، بينما اعتبر المطرب اللبناني وائل جسار أن وليد منصور، منظم حفل “ليالي أضواء المدينة”، هو من أخلّ بالتزاماته.

جاء هذا الكلام على خلفية انسحاب المطربين من حفلات الربيع المعروفة بـ”ليالي أضواء المدينة” التي كان من المزمع أن تعود إلى الظهور في مدينة شرم الشيخ المصرية بعد طول غياب؛ إذ في وقت سابق تعهّد التلفزيون المصري ببثها على الهواء مباشرة، لكن شيئا من هذا لم يحدث إلى حدّ الآن.

وأبدى نقاد في مصر قلقهم من الارتباك بعد أن راودهم حلم عودة الحفلات التي تذكّرهم بفترة كان فيها الفن المصري مزدهرا وجذابا ومؤثرا. وأعلن منصور عامر، رجل الأعمال المصري، أنه يجري مفاوضات مع منظم الحفلات وليد منصور والقائمين على صندوق “تحيا مصر” المقرر أن يذهب إليه إيراد الحفل، أملا في إحياء “أضواء المدينة” قبل نهاية أبريل الجاري.

ولم يتبق في الذاكرة من أغنيات حفلات الربيع سوى ثلاث فقط، هي “آدي الربيع عاد من تاني” للموسيقار الراحل فريد الأطرش، وأغنية “يا بِدع الورد يا جمال الورد” لقيثارة الشرق الراحلة أسمهان و”الدنيا ربيع” للسندريلا الراحلة سعاد حسني.

هاني شاكر: من المحزن اختفاء الحفلات الغنائية في مصر الرائدة في هذا المجال
وتَعُود علاقة الجمهور المصري بـ”أضواء المدينة” إلى خمسينات القرن الماضي، عندما دشن الفكرة الإذاعي المصري جلال معوض وبدأت الحفلات بصوت الراحل فريد الأطرش الذي أطرب جمهوره بأغنية للترحيب بالزعيم جمال عبدالناصر بعنوان “حبيب حياتنا”. وكانت حفلات الربيع بوابة الانتشار والشهرة التي دخل منها الكثير من نجوم الغناء، والرئة التي يتنفس الناس بها عبير الفن الراقي في موسم تفتّح الزهور.

ووصل التنافس بين كبار المطربين والمطربات على الفوز بأكبر قاعدة جماهيرية في موسم الربيع من خلال تلك الحفلات إلى درجة حدوث خلافات عميقة، أشهرها صراع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ مع الموسيقار الراحل فريد الأطرش على من يفوز بأفضل مكان لإقامة حفلته في الربيع.

وقال الناقد الفني محمد عبدالعلي لـ”العرب”، إن “أضواء المدينة” لم تكن مجرد حفلات غنائية أحياها كبار النجوم في مصر والعالم العربي، إنما كانت منصة لتوجيه رسائل مختلفة للجمهور، ولم تقتصر الأغاني المقدمة على الطابع الرومانسي والخفيف، بل تضمنت مضامين وطنية وسياسية أيضا. وأوضح أنها اختفت في منتصف السبعينات وأوائل الثمانينات، ثم أحياها الإعلامي الراحل أحمد سمير في أواخر الثمانينات تحت اسم “ليالي التلفزيون”.

ولفت الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين المصريين، إلى أنه من المحزن اختفاء الحفلات الغنائية في مصر، التي كانت رائدة في إقامة الحفلات الغنائية بصفة منتظمة في كل المواسم، سواء شم النسيم أو الأعياد أو حفلات شهرية مثل أضواء المدينة ثم ليالي التلفزيون، لأن الجمهور كان ينتظرها لرؤية مطربيه المفضلين وكانت فرصة أيضا لاكتشاف المواهب الجديدة.

وأشار محمد المرسي، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن حفلات “أضواء المدينة” اسم له ثقل ووزن وتاريخ في عالم الغناء المصري، وقدمت العديد من الأصوات الرائعة سواء المصرية أو العربية، والكثير من المؤلفين والملحنين أيضا.

وطالب بعض النقاد بعودة حفلات “أضواء المدينة أو ليالي التلفزيون” بشكل لائق، لكي تعود مصر إلى ما كانت عليه، خاصة وأن هناك موسيقيين ومطربين ومطربات، مصريين وعربا، ذوي مستوى رائع.

وفي المقابل، هناك من يرى أن الفنانين موجودون بالفعل ويشاركون بحفلاتهم في الفنادق والقرى السياحية والمسارح الخاصة، لذلك فإن عدم الاهتمام الرسمي هو السبب المباشر في اختفاء هذه الحفلات، وليس غياب المطربين والمطربات.

ودلل الناقد خالد عيسى على فشل اتحاد الإذاعة والتلفزيون في الحفاظ على “أضواء المدينة”، بمواصلة دار الأوبرا المصرية حفلات أعياد الربيع ومهرجان الموسيقى العربية وغيرهما من المناسبات، بمشاركة كبار نجوم الغناء في الوطن العربي.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى