مقالات

ما غلبتني إلا جارية

فبراير 25, 2017
عدد المشاهدات 1118
عدد التعليقات 0
محمد العتيبي      
يقول أحد دهاة العرب: ما غلبتني إلا جارية كانت تحمل طبقا مُغطّى. 
فسألتها: ماذا يوجد في الطبق؟ فقالت: ولمَ غطيناه إذاً؟! فأحرجتني!! 
لا تحاول البحث عن الوجه الآخر لكل شخص حتى وإن كنت متأكدا بأنه سيئ بعيدا عن التعمق في خصوصياته وما يخفي، فلكل منا جانب سلبي يخفيه حتى مع نفسه، فقط تقبله وتعايش معه وعامله بظاهره -لتعيش مطمئنا- فيكفي احترامه لك وإظهاره لما لديه من جانب إيجابي، وتتبع سرائر الآخرين وكشفها كذلك ربما يشكل لديك ردة فعل وتصورا سلبيا -شعرت أو لم تشعر- ويفتح بابا للظلم وسوء الظن، والحرص على سؤالهم والتدخل في شؤونهم ينفر القلوب أكثر مما يقربها، خصوصا إن كان هذا التدخل ممن لا تربطك بهم علاقة وطيدة (مايمون) بلهجتنا الدارجة، وذلك ما حصل معي عندما قابلت أحدهم -ممن علاقتي بهم سطحية- بعد غياب أكثر من 20 عاما ففاجأني بأسئلة سريعة ومباغتة -لم تجعل لي مجالا لالتقاط الأنفاس- بعد (كيف الحال): أين تعمل؟ وكم راتبك؟ وهل بيتك ملك أو إيجار؟!! أصدقاؤك المقربون أو حتى أخوك ربما لا يسألك مثل تلك الأسئلة ولا يتدخل إلا إن كان بينك وبينه تلك المساحة من العلاقة والمشاعر التي تسمح بذلك، وختاما تأكد أن ‏أكبر تحدٍّ مع ذاتك وأخلاقك هو أن تعامل الآخرين بحالهم الظاهر في اللحظة الحاضرة، وكأنك لا تعرفهم مسبقا بعيدا عن استحضار مواقفهم وحديث الناس عنهم، وليس من العدل أن نحاكم أحدهم بمواقفه وآرائه السابقة، لأن الإنسان الطبيعي يمر بمراحل ويتغير، وهذه سنة الحياة.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى