مقالات

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (2من 3)

 

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (2من 3)

مدريد : مصطفى منيغ

… هنا الاحتمال فَقَدَ الرَّغبة على تَحَمُّلِ مثل الحَمْلِ الحَامِلِ حمولة نكسة في العلاقات الدولية والسبب الرئيس الأمريكي بفكرهِ كعازفِ مُنفرِد ، الغريب غرابة ظُلْمٍ مُغلَّفٍ بطيبةِ القَول عن تعاون لا خيار للمغلوب على أمره فيه شكلاً ومضموناً سوى انحناءة خاصة بالعبيد المرشوشين في عز الشتاء بالماء المُثلَّجِ البارِد .  فَقَدَ الاحتمال لدى مصر الدولة على المضيِّ قدماً في تلك الرغبة عن قوة وليس عن ضعف إذ مصر مكتوب عليها البقاء صامدة صمود الأقوياء البواسل عن صلابة عوامل وليس التظاهر بموقف النكساء البائعين أي شيء لدولة عظمى بالمجان المهم أن تقبل وترضى دون شرط أو قيد أو ما يجعل المعني للغضب عنه بأي امتثال أعمَى يُطارِد ، وإن كان المَبْيُوع يلاحق بلعنته البائِع إلى يوم النشور والدين حيث لا جاه ينفع سوى ما قدّمته من معروف كل يد بها صاحبها بالسعادة المُثلَى يستفرِد ، فالشعب الفلسطيني ليس سلعة تجرُّها إسرائيل داخل عربة أمريكية لسوق سيناء المصرية كأكياس معبأة بالتهديد مِن خلفها مَن بداخلها يَهْرِد ، هكذا وفي واضحة النهار وأمام ضحكات المَضحُوك عليهم حقيقة أكانوا من الشرق القريب أو الغرب البعيد للمشاركة في ذات الفرجة متوارِد ، ومصر الفخامة والعظمة مطأطأة الرأس منكسرة الخاطر تستقبل مثل المهزلة فوق جزء عزيز من أرضها وكأنها ربع نجمة ملحقة بالعلم الأمريكي المرفرف فوق المنطقة العربية لشرق أوسط قد يتحول ليسار معادي اليمين كيفما كان وتحت حماية أي كان على قوته الرادعة معتمِد وبتطوير هيمنة الباطل المتمرِد . مصر العروبة الحقيقية أكبر من هذا بكثير ومَن يتخيَّل أنها ماضية لتطبيق ما يُرَوَّج في الموضوع فهو جاهل بمصر الدولة والأمة وعليه مراجعة مَن أوهموه بذلك ليورطوه فيتوه خلف دوامة يجد نفسه فيها الخاسر المقذوف به خارج دنيا العقلاء وحيداً المُنطرِد .

الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول انطلاقا من ضخامة وكفاءة جهازها المخابراتي المختص الأقرب إلى “البنتاغون”  ذاك المأخوذ برأيه مرجعاً موثوقاً بما يتضمَّنه من معلومات لا غبار عليها  في إصدار قرارات يتبعها التنفيذ مباشرة بعد إتمام إجراءات مؤسساتية لا بد منها كما تقتضيه الديمقراطية الأمريكية الملتزمة باحترام الدستور مهما كانت القضايا المعروضة لتَدَخُّل الدولة بما تملك  مِن قدرات دبلوماسية تغطي بوجودها التمثيلي المميَّز كل عواصم دول العالم  وإمكانات حربية متمكنة لها من الأسلحة التدميرية ما ليس لغيرها ومِن القواعد العسكرية الكثيرة غير المعروفة للعامة والقليلة المغروف للخواص المعنيين المباشرين للأمر لسانهم للصمت عما ذُكِر يستَرِد ، الولايات المتحدة هذه أعلم بما تتوفر عليه جمهورية مصر العربية بما يجعلها قادرة على تربية إسرائيل وجعلها لا ترفع الصوت والكبار يتكلمون ليس بالسلاح وحسب ولكن بما يزيد عن المائة مليون من المصريين المتحولين ساعة الجد إلى جنود فداء الوطن الممزوج حبه في أفئدتهم دون حاجة لاختبار إن كان مثل الادعاء مجرد انحياز عاطفي أو شهادة صادرة عن مهتم بالشأن المصري المسافر مثلي حيث العينات البشرية الأساس في تكوين عقلية المجتمع المستقرة يومه كالغد وليس بينهما يفرِد ، على التضحية مهما بلغت حدتها المهم أن تبقى مصر هي مصر كما تحب وتتمنى وتطمح وتريد بوفرة الصادرات وزكية الموارِد ، الولايات المتحدة الأمريكية مدركة لمثل الحقيقة ولها في حرب أكتوبر المجيدة ما تجعله مقياس عدة محاولات لكسر ذاك الالتحام القائم بين الدولة وكل عناصر تواجدها التي تزداد مناعة كلما تعرضت مصر للمخاطر أو أي احتمال مشكوك فيه وارِد . ولولا هذه المعرفة المترتِّب عنها احترام مصر ، لتم تمزيقها لأكثر من شريحة حتى يسهل علي الدخلاء العربدة في مفهومها الصحيح وسط الشرق الأوسط دون استثناء وبلا حارِد .

مصطفى منيغ

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى