تجليات صوفية
من البليدة ، أبرق : أحمد ختاوي
***
اثنان في البَرّ والبِرّ
وثالث في البحر
ورابع
; فوق ظهري ..
وفوق كل الأشياء ..
قلت من هيفائي ؟
قالت " أنت وأمي وأبي
وما بينهما اثنان بين البر والسر والجهر
قلت من هيفائي ؟
قالت :
.. دونما تفكير ، أنت : خليلي ..
وما لون أزرار معطفي : هيفائي ..؟
ردت كما قميصك المعتاد الذي أخيطه لك ..
أوضبه لك داخل الخزانة وفي صدري ..
كل صبح ، كل مساء..
آه منك هيفائي ، قال خليل ،
أنت من تخيطين في وحدتي ، في وحشتي وشوقي :
وجدي سحابة ملائكية ، ماطرة ..
وأنغام سمفونينا العطرة ..
أركبي عشقي ووفائي سحابة ماطره..
فراشة رشيقة ، ناسكة ، صابره ..
وامسكيني من يدي
اسكبي من يدي أنفاسي وأنفاسك ..
وعطرك وعطري .. علني أشم
في يدك أنفاس إبرة كانت تخيط قميصي وعطفي ..
قالت هيفاء
دلالك دلالي : خليلي.
أنت تأمر وأنا بعد الله في التنفيذ .
ضمني إليك .خليلي ..
وجدّف السحابة زورقا ..
ورزقا ..وزرقة سماء ..
زفر خليل ، تنهد ، أجاب :
لعل في البرزخ أظفر بمن يخيط ويغسل ويجفف ملابسي..
لم ثتوانى هيفاء لحظة ، قالت : أنا لك جليلي ..
أنت المعطف والقميص وأنا العطف والدفء : جليلي ..
***
سافرت السحابة على متن أمس ، فغدَا إكليل لحظة .
في السماء : أقواسا ورنينا
يطرد الأصنام ، يطرد الأشباح ..والشياطينا ..
يجني طعم وفاكهة الماء ومدارات التجلي.. ..
يمشي كما الطاووس في البرزخ مختالا ..
وفي غابات وحقول الصباحات والمساءات .. ..
رد خليل- منتشيا : برافو ... تسلمي هيفائي
أصبحت شاعرتي كما حسّان الرسول ؟ .
أنت َ – قالت هيفاء من أرداني قتيلة عشق .
أنا ثابت(2) وأنتِ من تعشقني
بين البرزخ والماء والسماء أشعارا ...
سحابة ماطرة ..
وإبرة تخيط ملابسك وملابسي ..
والعهدة دوما على خليل في البرزخ.
. وفي منتجعات البراري ..
بين رُبوع ومراتع آل غسان والشامِ ..(3)
هوامش /
1- حسان : في إشارة إلى حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله علي وسلم
2- ثابت / نفس الشاعر ..
3- في إشارة إلى نسب شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو كما جاء في الأثر من الأنصار من قبيلة الخزرج كان محل استحسان وفادة من قبل ملوك آل غسان والشام قبل إسلامه .