مهرجان سقطرى للتمور … فرحة موسمية في زمن القحط

بقلم/عبدالله عيسى السقطري
في قلب جزيرة سقطرى، حيث تهبّ الرياح وتحاصر الناس في صبرهم الطويل، وتقلّ الأمطار وتضيق سبل الرزق، ينبثق نور صغير، لكنه دافئ إنه مهرجان التمور.
ليس مجرد مهرجان تمور، بل هو مهرجان للفرح في وجه القحط، للكرم في زمن الضيق، وللأمل في وجه العوز، تجتمع فيه قلوب المزارعين، وابتسامات الأطفال، وعرق الفلاحين الذي سال من أجل كل تمرة نضجت على نخلة صامدة، تواجه الشمس، وتحارب الجفاف، وتمنح الحياة في صمت.
في سقطرى، حيث تمرّ السنوات بثقلها، يأتي هذا المهرجان ليذكر الناس أن الخير ما زال في أرضهم، وأن نخيلهم لم يخذلهم، بل أثمر في ظلّ الحاجة يجتمع فيه الباعة والمزارعون والزوّار من كل حدب وصوب، لا ليشتروا ويبيعوا فقط، بل ليحتفلوا بثقافتهم، بأرضهم، بإصرارهم على الحياة.
التمرة السقطرية ليست عادية، هي تمرة سقطت من نخلة قاومت الملح والمطر والريح، تمرة خرجت من أرض العزّ، ونضجت تحت شمس الجنوب، تمرة حكاية فيها طعم التضحية، وملح الدموع، وحلاوة الأمل.
ولأن سقطرى اليوم بحاجة إلى كل قطرة مطر، وكل وقفة إنسان، فإن مهرجان التمور ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل هو نداء من الأرض لأبنائها وللعالم أن قفوا معنا، ازرعوا فينا دعاءً وسقيا، وشاركونا لحظات صبرٍ تُثمر خيرًا.